واصلت السفن والطائرات المغربية تنفيذ مخطط الحكومة، القاضي بترحيل المغاربة العالقين في ليبيا إلى أرض الوطن، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية في مختلف المدن الليبية. وبوصول سفينة الركاب المغربية "ميسترال إكسبريس"، صباح أول أمس الاثنين، من ميناء طرابلس باتجاه ميناء طنجة، وعلى متنها قرابة 1800 شخص من أبناء الجالية المغربية المقيمة في ليبيا، الراغبين في العودة إلى المغرب، يكون عدد المغاربة العائدين، منذ انطلاق عمليات الترحيل، قارب العشرين ألف شخص، ما يمثل خمس عدد أفراد الجالية المغربية المقيمة بليبيا، الذي يصل إلى حوالي 100 ألف شخص. وقال محمد عامر، الوزير المكلف بالجالية المقيمة بالخارج، في تصريح ل "المغربية"، إن "العملية الإنسانية لإجلاء المغاربة الراغبين في مغادرة ليبيا، تعتبر الأكبر من نوعها في تاريخ المغرب"، مشيرا إلى أن عملية الترحيل والاستقبال تجري في ظروف حسنة، بفضل تدخل فرق الدعم الطبي والاجتماعي والنفسي، التابعة لمؤسسة محمد الخامس، التي ساهمت، إلى جانب باقي المتدخلين، في توفير أزيد من مائة حافلة لنقل العائدين من ميناء طنجة المتوسط إلى وجهاتهم النهائية، بمختلف المدن والجهات. وأضاف عامر أن هناك عددا من المواطنين المغاربة يغادرون ليبيا عبر الحدود البرية لمصر، ويجري التنسيق مع القنصلية والسفارة هناك، لترحيلهم إلى المغرب جوا، مؤكدا أن التعبئة مستمرة على مدار الساعة، لسفارتي المغرب بكل من ليبيا وتونس، وكل القنصليات الموجودة هناك، لتسهيل استقبال المغاربة، والعمل على توجيههم ومساعدتهم، رغم الظروف الصعبة في مطار وميناء طرابلس بفعل الاكتظاظ. وكانت السفينة التابعة لشركة (كومناف-كوماريت) حلت، صباح الأحد المنصرم، بميناء طرابلس، قادمة إليه من ميناء مصراته (200 كلم شرق طرابلس) وهي تقل 912 شخصا من أبناء الجالية في طريق عودتهم إلى المملكة، ثم استكملت إركاب الباقين (نحو 900 شخص) من ميناء طرابلس إلى غاية فجر أمس الاثنين. وتقل هذه السفينة بعض الرعايا من دول شقيقة، من بينهم جزائريون ومصريون. وفي الأسبوع الماضي، رحلت السفن المغربية من ميناء طرابلس نحو 4 آلاف مغربي، كما أقامت الخطوط الملكية المغربية جسرا جويا بين مطاري طرابلس الدولي ومطار محمد الخامس الدولي أعادت من خلاله إلى المغرب نحو 3 آلاف و500 شخص من أفراد الجالية المغربية المقيمة بليبيا. وكانت وزارة الخارجية والتعاون شكلت، في وقت سابق، خلية أزمة لحماية أفراد الجالية المغربية بليبيا، كما وضعت كل الإجراءات الضرورية للاطمئنان على أفراد الجالية هناك.