فرض التدهور الأمني المتواصل في ليبيا على المغرب أن يجدد الاهتمام بالجالية المغربية المقيمة في في الديار الليبية ويشكل خلية أزمة تضم قطاعات ذات الاهتمام المشترك بمغاربة ليبيا. وأفادت الخارجية المغربية، في بلاغ لها، أنه على « إثر تدهور الوضع الأمني في ليبيا، تم تشكيل خلية أزمة، مكونة من ممثلي عدة قطاعات وزارية معنية، بمقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وذلك من أجل متابعة وضعية المواطنين المغاربة في هذا البلد». وكشفت مصادر مغربية في ليبيا أن بالموازاة مع تفكير المغرب في «إقامة آلية للترحيل الطوعي، وعمليات التدخل الاستعجالي والمساعدة لفائدة المواطنين المغاربة في ليبيا» ما يزال عدد من المغاربة الراغبين في الاستقرار يحطون الرحال في الديار الليبية من أجل الاستقرار على أراضيها بالرغم من وضعها الأمني الذي «يسير نحو المجهول». وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» أن المئات من المغاربة المقيمين في مدن ليبية تعيش وضعا أمنيا مهتزا، مثل شرق بنغازي والعاصمة طرابلس، ربطوا الاتصال منذ يوم الجمعة الماضية بالمصالح الدبلوماسية والقنصلية للمملكة المغربية في ليبيا من أجل معرفة مدى «إمكانية تحقق حلم ترحيلهم إلى المغرب». وأشارت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» إلى أن عددا من أفراد الجالية المغربية المقيمة في ليبيا، والتي تقدر بحوالي 90 ألفا، والتي اضطرت للعودة إلى ليبيا بعد استقرار الأوضاع بعد الثورة التي عرفتها، غادروا إلى المغرب عبر الحدود البرية مع تونس وعبر الجو أيضا خلال الأيام القليلة الماضية. وشددت ذات المصادر، التي تخوفت من تكرار سيناريوهات الترحيل الفارطة وماصاحبها من مشاكل الادماج في المغرب، شددت على ضرورة حصر لوائح المواطنين المستفيدين من الإجلاء و ضرورة التفكير الجدي والإسراع في بحث السبل لإيجاد حلول لجالية منها من يصر على الاستقرار رغم الظروف الأمنية في البلد ومنهم من يفكر في العودة إلى المغرب، لكن يجدد مع استقرار الأوضاع في ليبيا طلبه بالعودة إليها.