كما كان منتظرا، أعيد انتخاب عبد المجيد أبوخديجة رئيسا للنادي المكناسي لكرة القدم لولاية ثانية، بإجماع المنخرطين الحاضرين حسب منصة تسيير الجمع. هذا، وقد انطلقت أشغال الجمع متأخرة بأزيد من 50 دقيقة، لكن نصف ساعة كانت كافية لقراءة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء غزة، ووالد الإطار الوطني نورالدين البوحديوي ووالدة الزميل أحمد السبتي، وتلاوة التقريرين الأدبي والمالي ومناقشتهما أو « عدم مناقشتهما « والمصادقة عليهما واستقالة « المكتب المسير» عفوا الرئيس أبو خديجة، وإعادة انتخابه لولاية ثانية، وتخويله صلاحية تشكيل مكتب مسير جديد. واستعرض التقرير الأدبي مسار الفريق والإكراهات والمشاكل التي تخبط فيها طيلة الموسم الذي ودعناه، متهما « المشوشين « بعرقلة عمله وعدم مد يد العون بالنسبة المانحين، إلا أنه وفي تناقض صارخ توجه بالشكر الجزيل إلى الجماعة الحضرية والمجلس الجهوي والسلطات المحلية، على الرغم من بكائه اللامتناهي من عدم دعمه ماديا. وبدل الاعتراف بأخطاء التسيير الأعرج، الذي أوصل الفريق إلى الحضيض، مع غياب شبه تام لمكتب مسير، واستفراد الرئيس ومديرة النادي بكل القرارات، أرجع التقرير في إحدى فقراته عدم بلوغ الأهداف المسطرة إلى ما هو « أعمق وليس بسبب سوء التسيير كما يدعي البعض ولا عدم تنافسية اللاعبين»، دون معرفة هذا « الأعمق « ليعود في الأخير ويشير إلى أن « تقييم حصيلة الموسم الرياضي الفائت بما لها وما عليها، واستنتاج الخلاصات والعبر، يقتضي التخلص مما هو سلبي». مضيفا « إن الجميع ملزم بنسيان عثرة السنة الماضية والتسلح بالجدية والواقعية لمواجهة تحديات هذه السنة بكل عزم وإصرار لرد الاعتبار لهذا النادي « يا سلام !! وعلى الرغم من عدم أداء مستحقات اللاعبين والأطر التقنية والإدارية والمؤطرين لمدد فاقت 9 أشهر، وعدم أداء مستحقات ديون الممونين ومصاريف استهلاك الماء والكهرباء، فإن التقرير المالي وخلافا للادعاءات والتباكي التي طبعت خطاب الرئيس ومعاونيه طيلة الموسم الماضي، يشير إلى مداخيل محترمة بلغت أزيد من 833 مليون سنتيم، كما يبين التقرير الذي قدمته أمينة المال وهي مرتبكة، وتلعثمت كثيرا في سردها لهذه الأرقام. كما أشار التقرير أيضا إلى أن مصاريف الموسم الذي ودعناه بلغت مليار و 127 مليون سنتيم، ما يعني أن العجز وصل إلى أزيد من 294 مليون سنتيم، وهو الأمر الذي جعل الكثير من الحاضرين من غير «المنخرطين» يتهامسون فيما بينهم مقارنين بين ميزانية اتحاد الخميسات وشباب أطلس خنيفرة، اللذين حققا الصعود، وبين الميزانية المرصودة في التقرير المالي لفريقهم، ويطرح معها علامات استفهام. وارتباطا بذات الموضوع، يكفي إثارة ملاحظة واحدة تتعلق بالأجور والمنح التي حصدت وحدها أزيد عن المليار و270 مليون سنتيم (حسب التقرير) سدد منها 812.5 مليون سنتيم، وبقي في ذمة الفريق ما يناهز 460 مليون سنيتم !! في الوقت الذي غادر فيه 14 لاعبا الفريق دون توصلهم بمستحقاتهم، كما أن مبلغ انتقال بلعروصي ونبيل الولجي وزهيد، التي لم تتعد 123 مليون سنتيم، تضع بدورها علامات استفهام كثيرة. هذا، ومرت أجواء الجمع في جو من الهدوء والانضباط، وهو نسخة طبق الأصل لجمع الموسم الماضي، كون المنخرطين وكما أشرنا إلى ذلك في مراسلة سابقة مستخدمون/مستقدمون من الدارالبيضاء. وعلق أحد الظرفاء على هذا الجمع بلغة الفايسبوك( copier - coller - partager - j?aime) وقبل انطلاق الجمع منع حراس الأمن الخاص بعض ممثلي وسائل الإعلام من ولوج مكان الجمع، بأمر من الرئيس حسب إفادة مديرة النادي، لكن بعد التضامن معهم وتدخل البعض الآخر أفضت الاتصالات إلى السماح لهم بالدخول. وهي خطة القصد منها استفزازهم وجعلهم يغادرون دون نقل « المسرحية « إلى قرائهم. كما أثارالحضور غير المسبوق واللافت لممثلي المجلس الإداري، في تناغم تام مع الرئيس أبو خديجة، انتباه « الفضوليين « مستحضرين الاتهامات ( النصب والكذب و..) التي تبادلها رئيسا المجلس الإداري وكرة القدم محمد بن الماحي وأبوخديجة مباشرة عبر الأثير، ما جعل الكثير يعتقد أن كلامهما لن يتوقف عند هذا الحد، بل سيكون له ما بعده، إلا أنه تم « نسيانه «. وعلق أحد الظرفاء على مشهد « السمن والعسل « ليس بالضرورة وضع اليد في اليد من أجل الكوديم، بقدر ما هو مصالحة من أجل توحيد الرؤية أثناء مثول الجميع أمام قسم الجرائم المالية بمحكمة الاستئناف بفاس يوم الاثنين 04 غشت 2014 . وعلاقة بالجمع العام، عرفت الساحة المقابلة لمقر ولاية جهة مكناس تافيلالت وقفة احتجاجية للمئات من لفصيل «ريدمان RED MEN «مؤازرين بجمعيات محبي وأنصار الكوديم وجمعية قدماء لاعبي النادي المكناسي لكرة القدم، حاملين خلال هذه الوقفة لافتات منددة برئيسي المجلس الإداري محمد بن الماحي وعبد المجيد أبو خديجة، محملين إياهما معا مسؤولية الأوضاع المزرية، التي تعيشها الرياضة بمكناس بصفة عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص، ورددوا شعارات بحت حناجرهم بها طيلة ساعة كاملة (ما بين 17 و 20د و 18 و 20 د ).