طعن أحد المنخرطين المقربين من الرئيس السابق محمد قدري، في التقرير المالي الذي قدمته أمينة مال النادي المكناسي خلال الجمع العام السنوي، وطالب بافتحاصه كما صوت ضده عضوين آخرين. فيما صوت الباقي (27 منخرطا) على التقريرين الأدبي والمالي بالإيجاب، وتم تخويل الرئيس صلاحية تجديد الربع الخارج. وحسب وثيقة التقرير المالي، التي تفتقد تأشيرة خبير محاسباتي، كما ينص على ذلك دفتر التحملات الذي يعتبرها عنصرا أساسيا كمدخل رئيسي للاحتراف، فإن مصاريف تسيير وتدبير الموسم الكروي المنقضي فاقت المليار و676 مليون سنتيم، فيما بلغت المداخيل ما مجموعه مليار و 278 مليون سنتيم. ووفق ذات الوثيقة فإن انتدابات اللاعبين وصلت إلى ما يناهز 500 مليون سنتيم، في الوقت الذي أفادت كل التصريحات السابقة، وفي عدة مناسبات آخرها للمدرب طاليب، أنه وباستثناء الإسماعيلي ومجيد الدين فإن علاقة طاليب الخاصة بباقي اللاعبين هي التي جعلتهم يلعبون للنادي المكناسي. وشكك الكثيرون في عائدات المباريات التي لم تتعد 131 مليون سنتيم، في الوقت الذي خاض الفريق عددا كبيرا من المباريات في البطولة وكأس العرش وكأس الكونفدرالية، فيما بلغت نفقات تنظيم هذه المباريات أزيد من 70 مليون، أي مصاريف أزيد ب 55 في المائة من قيمة المداخيل. فيما يتساءل الكثيرون عن قيمة قرض الرئيس أبو خديجة غير المدون في صنف المداخيل، في الوقت الذي أمطر المتتبعين للشأن الكروي بكونه يصرف وحده ومن ماله الخاص في غياب أي دعم، في تناقض تام لما هو مدون في مداخيل الفرع التي تشير، ودائما حسب وثيقة التقرير المالي، إلى مليار و228 مليون سنتيم. فأين هو الدعم المادي السنوي الذي لطالما وعد به هذا الرئيس، بل وبه وصل إلى قيادة سفينة الكوديم دون أن يتوفر على الشرعية (سنتين من الانخراط متتاليتين)؟. أما مداخيل مدرسة النادي، التي يفوق تعداد المسجلين بها 700 طفل، فإن المرء لا يجد لها أثرا في وثيقة التقرير المالي، بل بعملية حسابية بسيطة - ومن خلال ما هو مدون- سنجد حوالي 468 طفل فقط من أدى واجب التسجيل. هذا دون أن نتحدث عن الغموض الذي يشوب منح وأجور اللاعبين والمستخدمين، وأيضا صيانة الملعب التي تطوعت فيها أيادي وسواعد إحدى الجمعيات الغيورة على النادي. كما يطرح المتتبع للكوديم غياب قيمة انتقال الحارس الحواصلي، التي بلغت - حسب ما يدور في كواليس النادي - 120 مليون. وتميز الجمع العام لهذا الموسم كسابقه بغياب الكاتب العام للنادي، الذي أفادت مصادرنا أنه علم بانعقاد الجمع عبر وسائل الإعلام، ولما طالب باجتماع ما تبقى من المكتب المسير لتحضير التقريرين الأدبي والمالي، ووجه طلبه بالرفض، الأمر الذي جعله يختار الابتعاد في هدوء. وتم تسجيل - ولأول مرة في تاريخ الجموع العامة للنادي المكناسي - غياب كل من عصبة مكناس تافيلالت والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمجلس الإداري، الذين شكرهم التقرير الأدبي خلافا للاتهامات التي وجهت لهم من قبل، وأثار انتباه الحاضرين للجمع العام عدم المناداة على المنخرطين، كما ينص على ذلك القانون، حيث يصعب على المرء التمييز بينهم وباقي الحاضرين. إن البطولة الاحترافية ليست مجرد كلام نطلقه على عواهنه، بل هي ممارسة على كافة الأصعدة، منها ما يتعلق بالبنيات التحتية وعقود اللاعبين و.... بل أيضا التدبير والتسيير الجيد، بعيدا عن الغموض والضبابية التي ظلت تطبع تسيير شؤون الفريق، ومنها التعاقد مع خبير محاسباتي لتدقيق الحسابات.