لم يكتب للنادي المكناسي أن يخرج من الضبابية ويعانق الوضوح، وتأكد ذلك جليا في الجمع العام «غير العادي» لفرع كرة القدم، الذي احتضنه مركز الاستقبال، وحضره ثلاثة أعضاء من المكتب المؤقت وغاب عنه الباقي (الغايب حجته معه). وقبل انطلاق أشغال الجمع صرح الكاتب العام محمد بن الشاوي بأن النصاب القانوني مكتمل بحضور 32 من أصل « 43 منخرطا»، لكن دون المناداة عليهم بالاسم للتأكد من الصفة علانية، في حين أن التقرير المالي يتحدث عن 41 ونصف منخرط، باعتبار أن مبلغ الانخراط هو مليون سنتيم. وشرع في تلاوة التقرير الأدبي، الذي يمكن تلخيصه في التذكير باستعدادات الفريق للموسم الكروي المنقضي ونتائج مجمل لقاءات البطولة، وسرد المعاناة المالية التي اعترضت سبيله، كما أشار إلى تهيئ دفتر التحملات بالنسبة للبطولة الاحترافية، فيما طغت لغة الشكر والمديح على ما تبقى من التقرير. من جهته قدم محمد جويهر، أمين مال الكوديم ، التقرير المالي الذي رغم اندهاش الجميع من أرقامه، لم يجرؤ أحد على مناقشته داخل الجمع، لكن أخذ حيزا زمنيا مهما خارج القاعة. وحسب التقرير فإن مداخيل الفريق بلغت مليار و440 مليون سنتيم في حين قاربت المصاريف المليار و480 مليون سنتيم. وصادق الجمع العام على التقريرين الأدبي والمالي وأعطيت الصلاحية للرئيس أبو خديجة لتعويض أزيد من ثلثي أعضاء المكتب المؤقت، الذين غابوا احتجاجا على غياب الاجتماعات وعدم إشراكهم، بل وعدم إخبارهم بتاريخ الجمع العام، وجهلهم لكل أمور التسيير الأدبي والمالي. ويمكن إجمال أهم ما شد الأنظار في التقرير المالي في صنف المداخيل هو عدم إدراج مبلغ 30 مليون سنتيم كدعم لمجموعة بلمكي، واختفاء منح الجامعة من التقرير باستثناء منحة الصعود، كما تم تسجيل غياب مبيعات بطائق ولوج المنصة الشرفية، التي بيعت من لدن أعضاء المكتب ب1000 درهم للبطاقة الواحدة بداية الموسم الكروي، وعرفت إقبالا ملحوظا. واعتبر أحد الغاضبين - الذي وعد جريدتنا بكشف المستور لاحقا - بأن مبلغ 80 مليون سنتيم كمبيعات أوراق الدخول للملعب غير مقبولة، مقارنة مع الإقبال الجماهيري الذي عرفه الملعب الشرفي طيلة الموسم الكروي. أما الشطر المتعلق بالمصاريف فيستوجب التوقف عنده بإمعان، إذ التساوي التقريبي بين أجور اللاعبين والطاقم التقني يطرح وحده أكثر من سؤال، فيما اعتبر أحد أعضاء المكتب الغائبين مبالغ المنح ومنح التوقيع مغالى فيها. وأشار أحد الزملاء إلى أن أزيد من 58 مليون سنتيم ونصف كمصاريف الاستقبالات((Réceptions يدخل ضمن الخيال العلمي. ويبقى شراء تجهيزات وبذلات رياضية بأزيد من 103 ملايين سنتيم محط تساؤل عريض، إذا علمنا أن المكتب المؤقت السابق كان قد اقتناها مع دخول الفريق للمعسكر التدريبي، كما أن مصاريف تجهيزات مركز الاستقبال التي تصل إلى 200 مليون سنتيم ولا أثر لها في الواقع تثير الدهشة والاستغراب. وإذا كانت مصاريف التنقل والفندق هي أزيد من 33 مليون سنتيم، حسب التقرير المالي، فإن تخصيص ما يناهز 35 مليون سنتيم لإيواء اللاعبين أمر غير مفهوم إذا علمنا أن للفريق مركزا خاصا لذلك. فيما تساءل أحد الأعضاء الغائبين عن عدم إبراز كشف الحساب الثالث للفريق بالتجاري وفابنك. إنه غيض من فيض تهامس فيه البعض خارج القاعة، وأصبح محط نقاش متتبعي الكوديم في كل اللقاءات، ليتساءل الكثيرون منهم عن كيفية دخول عالم الاحتراف في غياب تدبير معقلن وشفاف يرضي الضمير والعباد ويبعث الثقة في النفوس، ويشجع المستثمرين على دخول عالم الكرة.....