أقدمت جماعة مكناس على فعل شنيع تمثل في اقتلاعها أشجار عدة شوارع بالمدينةالجديدة حمرية، آخرها شارع بئر أنزران الذي تم اقتلاع جميع أشجاره المستنبتة منذ عشرات السنين من كل الجهات ( يمين ويسار ووسط الطريق المزدوج). هذا واستنكرت الساكنة هذا الفعل غير المبرر الذي يدخل حسب مسؤولي الجماعة في إطار إعادة تهيئة المدينة، واعتبرته جريمة في حق البيئة ولم تمر على احتضان المغرب للتظاهرة العالمية « كوب 22» سوى سنة ونصف، كما لم تمر على المؤتمر الوطني الأول لما بعد "كوب 22" المنعقد بالرباط سوى أقل من شهر والذي أكدت توصياته الختامية على ضرورة الحفاظ على الدينامية الإيجابية المنبثقة عن اتفاق باريس ومؤتمر الأطراف بمراكش. إن الإجهاز على الأشجار المستنبتة منذ عشرات السنين بكل من شوارع علال بن عبد الله والحسن الثاني وبئر أنزران يطرح أكثر من سؤال حول التوازن البيئي بالمدينة، إذا علمنا أن عددا هائلا من الطيور بالإضافة إلى كائنات حية أخرى والتي كانت تتغذى من ثمار هذه الأشجار، كما أنها كانت بمثابة ملجأ لها ومقر لبناء أعشاشها، قد غادرت إلى وجهة غير معلومة. ويتساءل المواطن المسكين في غياب تام لجمعيات المحافظة على البيئة، ألهذه الدرجة يجهل مجلس عبد الله بوانو قيمة وأهمية الأشجار في حياة المواطن اليومية، ولهذه الدرجة يجهل حمايتها له من أشعة الشمس واستظلاله بها خصوصا وأننا في فصل الصيف، وهل إلى هذه الدرجة يجهل أنها تحمي البيئة من التلوث وتلطف الجو وتخفف الحرارة؟؟ وفي موضوع ذي صلة استنكرت ساكنة مكناس بطء أشغال برنامج التهيئة الحضرية الذي أعطت الجماعة الحضرية لمكناس انطلاقته نهاية السنة التي ودعناها، وعدم مبالاة القائمين على تسيير وتدبير شؤون عاصمة المولى إسماعيل حيث الإزعاج اليومي والأزبال المتراكمة، وغبار الأتربة المتناثرة هنا وهناك، إضافة إلى تشوهات جزء من شوارع المدينة ومعمارها. وإذا كان الغرض من هذه الأشغال هو تقوية الشبكة الطرقية وتبليط الأرصفة وصرف مياه الأمطار وتشجير الأرصفة وتقوية الإنارة العمومية بأهم شوارع المدينةالجديدة حمرية، و كذا رد الاعتبار للمدينة المهملة والمهمشة من جهة، وإبراز معالمها وجماليتها لفائدة المواطنين وزوارها من جهة ثانية، خاصة وأن المدينة تستفيد من إقامة الملتقى الدولي للفلاحة من الناحية السياحية، فإن سير الأشغال بسرعة السلحفاة، وما تخلفه من استياء لدى الساكنة خصوصا مع العطلة الصيفية وعودة مغاربة العالم إلى أرض الوطن يحتم على مسؤولي الجماعة التدخل لتسريع وتيرة هذه الأشغال.