في سياق مناقشة ودراسة المشاريع التنموية المختلفة المزمع تنفيذها في برنامج مجلس عمالة أكادير إداوتنان( 2017- 2022) ، الذي تم تقديمه في دورة يونيو العادية، طالب أعضاء بالمجلس في تدخلاتهم بتعبئة الموارد المالية الكافية لفك العزلة ورفع الهشاشة عن العالم القروي. ولاحظ الأعضاء في تدخلاتهم أن المبالغ المالية المرصودة ل24 مشروعا مركزيا و64 مشروعا فرعيا ضمن سبع استراتيجيات غير كافية لتنزيل المشاريع التنموية لتلبية حاجيات الجماعات القروية بأحواز إداوتنان، خاصة أنها تعاني من الفقر والهشاشة وقلة الموارد الذاتية، الأمرالذي جعلها غيرقادرة في أحيان كثيرة على تقديم خدماتها بالشكل المطلوب وخصوصا لساكنة الجماعات القروية القابعة بجبال إداوتنان. وكان مرد طلب تعبئة الموارد المالية موجها إلى الوزارة الوصية والوزارات المعنية بهذه الخدمات إلى كون العالم القروي يعاني من خصاص كبير في الماء والكهرباء والطرق والمسالك الجبلية والتجهيزات الطبية والموارد البشرية الكافية لتلبية حاجيات السكان من العلاج والتمريض وقلة النقل المدرسي و الداخليات والمدارس الجماعاتية لتجميع التلاميذ والأساتذة على حد سواء. إن ضعف هذه الخدمات – يقول بعض المتدخلين – أثر سلبا على مردودية جميع القطاعات المهمة وخاصة القطاعات الإجتماعية كالصحة والتعليم التي يكون السكان في حاجة ماسة إليها بشكل يومي وروتيني، وذلك لمحاربة الأمراض وخاصة المزمنة منها التي تتطلب تدخلا استعجاليا بما في ذلك توفر الأدوية في حينها وتوفيرسيارات الإسعاف مجهزة بآليات حديثة ناهيك عن توفير و تجهيز دور الولادة. ويحتاج العالم القروي إلى المزيد من النقل المدرسي الكافي لمحاربة الهدر المدرسي وخاصة في صفوف الفتيات،علما بأن المنطقة جبلية تتميز بتشتت الدواوير والمداشر، مما يستحيل معه بناء مدارس سواء على شكل فرعيات أو مركزيات بمنطقة تعرف تشتت الساكنة. ويتطلب النقل المدرسي إما توفير أسطول كاف لتغطية المناطق الجبلية النائية وإيجاد صيغ تدبيرية له على المستوى الإداري والمالي وإما إحداث عدة مدارس جماعاتية لتجميع المتمدرسين والمدرسين، وإما إحداث داخليات أو دورالطالب والطالبة لضمان تمدرس مستمر،ولهذا يلح أعضاء المجلس على تعبئة غلاف مالي كاف من لدن كافة الشركاء لحل هذه المعضلة. وتظل الطرق المهترئة من الإشكالات الكبرى التي تشكو منها الجماعات القروية الجبلية تحديدا، حيث تحتاج اليوم نتيجة للتصدعات والشروخ والإنكسارات و الحفر المعرقلة للسير، إلى إعادة ترميم وإصلاح ما أفسدته الأمطار الغزيرة لفتح المسالك الجبلية و إعادة تعبيد الطرق الرابطة بين الجماعات التي تعرف ترديا ملحوظا. ويضاف إلى هذه الإشكالات ضعف الإنارة العمومية وانعدامها ببعض الجماعات الجبلية،والسبب في ذلك هو الإعتماد على محول كهربائي واحد لتغطية حاجيات أربع جماعات، كما هو الحال بالنسبة لجماعات تغازوت وتامري وأزيار وتدرارت. وانتقد أعضاء المجلس المكتب الوطني للكهرباء نظرا غلاء فواتيرالربط، وهو أمر لا يشجع بتاتا المستثمرين على إحداث منشآت سياحية في مجال السياحة القروية والأيكولوجية بهذه المناطق بحيث طلب من بعض المستثمرين أداء مبلغ 50 مليون سنتيم لربط وحدته السياحية بالتيارالكهربائي، وفق مضمون بعض التدخلات . وبخصوص استفادة سكان العمالة من الترفيه والتنشيط الفني والموسيقي والثقافي،فقد دعا أعضاء بالمجلس إلى عدم التركيز فقط على مهرجان العسل المقام سنويا بجماعة إيموزار،بل ينبغي التنويع وتشجيع ودعم عدة مهرجانات أخرى بالجماعات التابعة لمجلس العمالة مثل مهرجان الأركَان بالدراركة ومهرجان البحربتغازوت و إيمسوان .. فيما انتقد البعض الآخر تعطل مشروع ربط بعض الدواوير النائية بجماعتي تدرارت و أزيار بالماء الصالح للشرب مع العلم أن هذه الدواويرلا تبعد إلا بضعة أميال عن سد مولاي عبدالله المزود الرئيسي لمدينة أكاديربالماء الشروب، بل أكثرمن ذلك سبق لمجلس العمالة السابق أن أنجز دراسة في هذا المجال لكن لم يظهر لها أثر إلى الآن، يقول عضو بالمجلس. هذا وإذا كانت المشاريع التنموية التي تضمنها برنامج مجلس العمالة برسم سنة2017/2022 ، تتطلب آليات تنزيل وموارد مالية تتم تعبئتها من كافة الشركاء والقطاعات الحكومية المعنية بكل قطاع على حدة،فقد نبّه بعض الأعضاء مجلس العمالة والجماعات التابعة له إلى ضرورة تعبئة الوعاء العقاري الكافي أولا لتنزيل هذه المشاريع حتى لا يعرقلها خاصة أن العديد منها توقف لعدم وجود وعاء عقاري كاف أوعدم تسويته بعد مع مندوبية المياه والغابات ومحاربة التصحر،علما بأن مسطرة نزع الملكية تأخذ مدة زمنية طويلة في التسوية .