o من هو الأستاذ بوصفيحة؟ o أحمد عزيز بوصفيحة مزداد سنة 1963 بالقنيطرة، من أسرة مغربية كالعديد من الأسر التي يطبعها التواضع، الأب كان مهندسا، والأمّ ربّة بيت، أنجبا 3 أطفال، المرحوم أديب، سناء وعزيز. حاليا متزوج ولي إبنان. تلقيت تعليمي الابتدائي والثانوي بنفس المدينة، ثم انتقلت إلى الرباط لمتابعة دراستي الجامعية بكلية الطب والصيدلة. أستاذ طب الأطفال، تخصص في القابلية الوراثية للعدوى والالتهاب بكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، المسؤول عن وحدة المناعة السريرية بالمركز الصحي الجامعي ابن رشد، مدير مختبر المناعة السريرية والالتهاب والأرجية، ورئيس جمعية هاجر لمساعدة المصابين بضعف المناعة، ورئيس الجمعية المغربية للتواصل الصحي، فضلا عن العضوية والمساهمة في تأسيس عدد من التنظيمات المدنية على المستوى الوطني والخارجي. o كيف اخترتم مهنة الطب، وماذا يمكنكم القول عن تخصصكم؟ o خلال دراستي بالمرحلة الثانوية، تأثرت كثيرا بأساتذة العلوم التجريبية، وكنت بعدها أمام خيارين اثنين، الفلاحة والطب، فكان أن يسّر لله سبحانه وتعالى مجال الطب الذي ولجته. أما عن سلكي لمسار طب الأطفال فقد كان الهدف منه هو التخصص في مناعة الطفل، لأنني بعد ولوج كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء سنة 1988 بعد اجتياز مباراة التدريس، قضيت سنة في مختبر المناعة، وكان علي أن أجد تخصصا يهتم كثيرا بأمراض المناعة فكان اختيار طب الأطفال حيث قضيت 4 سنوات في التخصص، ثم 5 سنوات في علاج أمراض السرطان وأمراض الدم، وخلال هذه الفترة كنت أشغل مهمة الكاتب العام للجمعية المغربية للهيموفيليا، ثم انتقلت إلى مصلحة الأمراض المعدية وأنشأت وحدة المناعة، بعدها ذهبت إلى باريس للتخصص. o ماهو تقييمكم للمنظومة الصحية اليوم؟ o المنظومة الصحية في المغرب جدّ متخلفة، والعلاج قد لايصل إلى المرضى، وأظن أن المشكل يكمن في التسيير أولا وقبل كل شيء، مشكل حكامة، وغياب مراقبة وانعدام المحاسبة والعقاب، إن عددا من الممارسات المرتبطة بأداء العنصر البشري لايمكن القبول بها، وهي تمس بحق المواطن عامة والمريض خاصة في الاستفادة من خدمات صحية في المستوى والعلاج، فالإشكال لايقف عند حدود ما هو تقني ولوجستيكي، هذه الثغرات التي تتسع حدّتها يوما عن يوم، بمباركة، وبكل أسف، مجموعة من المسؤولين بمختلف تراتبيتهم، وبالتالي فهم يساهمون في الإخلال بحق المريض، وفي تردّي مستوى الخدمات الصحية ببلادنا. o حدث طبع حياتكم؟ o الحدث الذي اعتبره قويا إلى جانب أحداث أخرى تختلف تفاصيلها، والذي طبع حياتي، يتمثل في أزمة عشتها خلال سنتي الأولى في دراسة الطب، وهو الحدث الذي فرض عليّ القيام بمراجعة شاملة لمسار حياتي، فقررت حينها ألا أكون إلا أنا، وألا أعيش على النفاق، قررت إما أن أكون مسلما أو لا أكون، وأن أكون طبيبا أو لا أكون، والتزمت بالكتاب والسنة من غير ولوج أي جماعة أو حزب. كانت وقفة مهمة في حياتي انطلقت من خلالها كذلك في حياتي المهنية. o آخر كتاب اطلعتم عليه؟ o آخر كتاب اطلعت عليه هو كتاب ضعف المناعة الأولي بالانجليزية، حيث شاركت فيه، وهو من تنسيق الأستاذ «نيمة» من إيران، وهو عالم محترم، ودراستي التي ساهمت بها هي عبارة عن مجموعة من المقالات ذات طابع علمي محض. بطبيعة الحال هناك كتاب أقرأ بشكل يومي وهو كتاب لله. طبعا آخر كتاب أقرأه الآن هو كتاب لله. ماهي ميولاتكم الفنية؟ في الحقيقة ميولاتي الفنية قليلة، وفي المجال الموسيقي أنا أفضل مجموعة ناس الغيوان. رمضان والمناعة؟ شهر رمضان من خلال الصيام هو يقوي مناعة جسم الإنسان، لكن إن كانت المناعة وراثيا مريضة فلا ينفع فيها الصيام، أي أنه لايقويها لأنها أصلا غير موجودة، والمناعة لا تتأثر بالصوم لأنه إن وجد الإنسان في حالة صحية مناسبة يمكن أن يصوم، لكن إن كانت هناك تعفنات وحمى فالرحمان رحيم بعباده. كيف تنظرون لمستقبل الصحة في المغرب؟ المستقبل الذي أتمناه للصحة في بلادنا، عنوانه الحكامة والتسيير الجيد، فاليوم وبعد مرور 30 سنة من العمل في الصحة العمومية، والصحة الجامعية، أكاد أكون مقتنعا أن النظام الأنسب هو النظام المؤدى عنه، وليس خدمات صحية مجانية أو أخرى تقدم نظير بطاقة المساعدة الطبية «راميد» أو غيرها، لأنه بكل بساطة نفتقد للحكامة في التسيير، وهناك فوضى ومشاكل تجعل من الخدمات الصحية متدنية وضعيفة جدا مقارنة بالمستوى الممكن تقديمه للمرضى، وبالتالي فعندما يؤدي المريض واجب علاجه سيكون حريصا على الاستفادة منه، عليه على الأقل على مستوى الانضباط. للأسف لم تعد لي الثقة في الصحة العمومية، فعلى جميع المستويات هناك ضعف في التسيير، وخصاص على مستوى المبادرات للقرب من المريض، وحتى المسؤولين لايقومون بزيارات ومراقبة للمصالح والمراكز الاستشفائية. كلمة أخيرة؟ أتمنى من لله سبحانه وتعالى أن يقوم المواطن بواجبه في مراقبة الخدمات على كل المستويات، وأن يكون مساهما في الرفع من جودتها وفي تحسين الوضعية بشكل عام، وأن يشارك في الرفع من مستوى هذا البلد. ورمضان مبارك. أسعدكم لله بالصحة والمغفرة. * رئيس جمعية هاجر لمساعدة الأطفال المصابين بضعف المناعة الأولي، المسؤول عن وحدة المناعة السريرية، بمستشفى الأطفال عبد الرحيم الهاروشي