قال أحمد عزيز بوصفيحة، رئيس المؤتمر، وأستاذ بكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، إن أمراض المناعة الأولية تتفرع إلى 300 مرض وراثي، ويفوق عدد المصابين بها ضعفي الأطفال المصابين بالصبغي الثلاثي 21، وهي أكثر انتشارا من سرطان الدم. وأوضح بوصفيحة، في تصريح ل "المغربية" أن العديد من أمراض المناعة الأولى الجديدة، اكتشفت في العالم العربي مع تطور وحدات التشخيص والعلاج، وتختلف عن الأمراض التي درسها الأطباء في أوروبا، في مساهمة من الخبراء العرب بإضافة أمراض جديدة على اللائحة الدولية لهذا النوع من الأمراض. وأصدر المؤتمر "نداء الدارالبيضاء"، داعيا وزير الصحة المغربي إلى إنشاء وحدة متخصصة في ضعف المناعة الأولية في مستشفى عبد الرحيم الهاروشي، بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، للاستفادة من زراعة النخاع العظمي، سيما أن فريق العمل بهذا المستشفى سبق له إجراء أول عملية للنخاع العظمي. ويعد غياب وحدة لزراعة النخاع العظمي في مستشفى عبد الرحيم الهاروشي، من أكبر المشاكل والتحديات أمام المرضى والأطباء، لإجراء 40 عملية في السنة لإنقاذ حياة أطفال مرضى، ما يؤدي، حسب بوصفيحة، إلى وفاة حوالي 35 طفلا مريضا سنويا، كما أن وحدة المناعة بالمستشفى الجامعي لمراكش لا تستطيع إجراء أكثر من عمليتين في السنة. ويواجه مرضى ضعف المناعة الأولية بالمغرب مجموعة من الإكراهات، في مقدمتها الولوج إلى العلاجات، بسبب ضعف تشخيص المرض، الذي مازال غير معروف جدا لدى عدد من الأطباء، وجهلهم بوجود مراكز متخصصة في ضعف المناعة الأولية، ومن ثمة دعا "نداء الدارالبيضاء" إلى تحسيس المجتمع وتربية المرضى ورفع حصص الدورات التدريبية، والنفاذ إلى التربية العلاجية. ويحتاج مرضى ضعف المناعة الأولية إلى وحدة متخصصة في التشخيص والعلاج، في غياب مختبر يتوفر على مواصفات دولية، إذ يضطر فريق العمل بمستشفى عبد الرحيم الهاروشي إلى إرسال التحاليل إلى الخارج، ما يؤثر على جودة العمل الذي يؤديه. من جهة أخرى، نوه بوصفيحة بمجهودات وزارة الصحة في استفادة المرضى من فرص مساعدة على العلاج، خصوصا بالنسبة إلى حاملي بطاقة "الراميد" بتغطية الأدوية عالية الكلفة، بمساهمة تصل إلى ألفي درهم في الشهر. وأبرز بوصفيحة، وهو رئيس جمعية "هاجر" للأطفال المصابين بضعف المناعة الأولى، أن نداء الدارالبيضاء لمؤتمر ضعف المناعة الأولي، يتضمن أيضا دعوة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لرفع ساعات التكوين في الطب حول موضوع المناعة الأولية من ساعة إلى 4 ساعات، لعدم كفاية هذا الزمن الجامعي في تعريف أطباء المستقبل بما يحتاجونه من معلومات لفائدة المرضى.