حوالي 3 آلاف و 500 مريض مغربي يعانون سنويا من مرض ضعف المناعة الأولي مقابل 104 مرضى بالدارالبيضاء، هذا في الوقت الذي يوجد فيه حوالي 10 آلاف طفل يعانون فيه من هذا الداء، أغلبهم بدون تشخيص. أرقام أعلن عنها البروفسور أحمد عزيز بوصفيحة المسؤول عن وحدة المناعة السريرية، بمستشفى الأطفال عبد الرحيم الهاروشي في الدارالبيضاء، زوال أول أمس الأربعاء بكلية الطب والصيدلة خلال أشغال الأيام العلمية الثانية عشر للتخصص الطبي، التي تنظمها جمعية الأطباء المقيمين بالمركز الجامعي ابن رشد. رئيس جمعية هاجر لمساعدة الأطفال المصابين بضعف المناعة الأولي، أكد على أن هذا المرض خرج من نطاق الأمراض النادرة التي تحدد معدلاتها منظمة الصحة العالمية في حالة واحدة من بين 2000 مواطن، إذ تتراوح معدلاته حالة واحدة من بين 1200 لكل مائة ألف مواطن، مشددا على أن المرض ينقسم إلى نوعين كلاسيكي وجديد يتميز بغزو البكتيريا، مؤكدا على أنه عبر العالم تسجل كل سنة 750 ألف حالة، تحظى افريقيا منها ب 115 ألف حالة. ويعد ضعف المناعة الأولي من الأمراض القاتلة، التي تصيب الأطفال بشكل خاص، ونتيجة له يضطر عدد من الأطفال إلى الخضوع لعلاج طبي مدى الحياة، في الوقت الذي يكون فيه عدد منهم في حاجة إلى زرع النخاع العظمي خارج أرض الوطن، لكون وضعية العرض في المغرب لا تتناسب وحجم الطلب، مع ما يعني ذلك من تحمل الأسر لتكاليف مادية باهظة هي ليست في متناول الجميع. ويخضع الرضع، العاجزة أسرهم عن إخضاعهم لعمليات جراحية، لعلاج بواسطة مادة «الإيموغلوبيلين»، يأخذها الرضيع المصاب على شكل حقنة شهرية مدى الحياة، لتعويض المادة التي تنقصه، والتي تشكل مضادا جسميا طبيعيا في الدم الأبيض لدى الإنسان العادي. وينقسم الداء إلى نوعين، الأول، سببه افتقار الطفل المصاب إلى المضادات الجسمية، ويمس 70 في المائة من المصابين، ولا يتأتى علاجه بواسطة زراعة النخاع العظمي، مما يجعل المصابين في حاجة ماسة إلى أخذ حقنة شهريا من مادة «إيموغلوبيلين» مدى الحياة، يتراوح ثمنها بين ألفين و500 درهم و5 آلاف درهم، وتختلف حاجة المصاب إلى جرعات إضافية، حسب وزنه وتقدمه في السن. أما النوع الثاني من المرض، فيمس 30 في المئة من المصابين، ويتطلب علاجهم زرع النخاع العظمي.