كشف البروفيسور أحمد عزيز بوصفيحة، اختصاصي أمراض الأطفال، والمسؤول عن وحدة المناعة السريرية، بمستشفى الأطفال عبد الرحيم الهاروشي، أن ما بين 30 و 40 مصابا بمرض ضعف المناعة الأولي يفارقون الحياة سنويا، نتيجة لتعذر استفادتهم من عمليات لزراعة النخاع العظمي، رغم توفر الكفاءات البشرية، وذلك نتيجة لكلفتها المرتفعة على المستوى المادي، ولانعدام فضاءات مختصة مجهزة على المستوى التقني بالمعدات الطبية والبيو طبية لهذا الغرض بمستشفى الأطفال بالدار البيضاء. رئيس جمعية هاجر لمساعدة الأطفال المصابين بضعف المناعة الأولي، الذي كان يتحدث خلال لقاء حول الأمراض النادرة بالمغرب، ومن بينها مرض ضعف المناعة الأولي، أكّد أن نجاح عملية زراعة النخاع العظمي رهين بالسن الذي يتم فيه اكتشاف الداء، إذ أن نسبة النجاح خلال الأشهر الأولى من ولادة الرضيع تصل إلى 95 في المائة، وتتراجع هاته النسبة مع تقدم السن، بحيث تقدّر ب 85 في المائة بالنسبة لطفل عمره سنة واحدة، وتتناقص هذه النسبة تدريجيا كلما ارتفع عدد السنوات، لأن قدرة الطفل على تحمل هجوم الميكروبات مع مرور الأشهر تصبح أضعف. وأفصح البروفسور بوصفيحة أن المرضى الذين تم إحصاؤهم والذين تم تشخيص مرضهم ويتابعون العلاج لا يتجاوز عددهم 613 مريضا، والحال أن العدد التقريبي للمرضى الذين يتعين أن يكونوا مُشخّصين ويخضعون للعلاج يصل إلى 17 ألفا و 300 مريض، مما يطرح أكثر من علامة استفهام عن آماكن تواجدهم، ووضعهم ومصيرهم. وأوضح البروفسور بوصفيحة ل «الاتحاد الاشتراكي» أن ضعف المناعة الأولي، هو مرض وراثي يصيب الأطفال حديثي الولادة، ويسمى أوليا لأنه خلق معهم وليس مكتسبا كداء السيدا، وتكون مناعة الأطفال المرضى المصابين بهذا الداء ضعيفة جدا ولا يقوون على مقاومة الجراثيم، وترتفع نسبة المصابين بالمرض بين مواليد زواج الأقارب، مضيفا أنه ينقسم إلى نوعين، الأول يتطلب الخضوع لعملية زراعة النخاع العظمي، وفي حال عدم القيام بهذا التدخل الجراحي بشكل مستعجل فإن المريض/الطفل يتوفى قبل بلوغه سن العامين، أما المصابون بالنوع الثاني من هذا المرض فتلزمهم المضادات التي يتم تعويضهم إياها من خلال حُقن مستخلصة من الدم مدى الحياة.