على غير العادة استعصى ظهر السبت الماضي على عبد الرفيع عبدون و عادل بنتفريت اللذين كانا مرفوقين بعون السلطة الولوج إلى شقتيهما من الباب الرئيسي الكائن بشارع الجيش الملكي، كما تم الاتفاق عليه من قبل السكان القاطنين / المتضررين من سقوط سطح بهو عمارة برنار الكائنة بقلب المدينةالجديدة - حمرية - ليضطر الجميع إلى الدخول من الباب المخصص للسكان القاطنين بذات العمارة بشارع نهرو. وبعد صعودهما للطابق الأول وبمجرد اقترابهما من شقتيهما (ودائما رفقة عون السلطة) صعقا من هول ما عاينت أعينهما، من تكسير للأبواب ولأقفال الأبواب وحاجياتهما ومستلزماتهما الشخصية والعائلية المبعثرة، فيما تمت سرقة أشياء أخرى لم تحدد لا نوعيتها ولا قيمتها المالية، نتيجة المنع الذي فرضته السلطات المحلية على السكان لمعاينة منازلهم بعد حضورها إلى عين المكان، مكتفية في ذلك بتمثيلية أحدهم الذي رافق رئيس الملحقة الإدارية التاسعة ومعاونيه ورئيس المنطقة الأولى للأمن ومساعديه. وفيما طوق رجال الأمن منافذ العمارة التي غادروها منذ أزيد من 20 يوما، حضرت العائلات المبعدة عن منازلها منذ أزيد ما يناهز تسعة أشهر، دون أن يوجد لمحنتهم حل، توجه أصحاب المنازل المسروقة الذين بلغ عددهم 12 منزلا، إلى ولاية أمن مكناس ( مصلحة الديمومة ) لوضع شكاياتهم. وفي الوقت الذي فضل بعض السكان تنظيم وقفة احتجاجية والإفطار في الرصيف المجاور للعمارة، احتجاجا على أوضاعهم المزرية، التأم البعض الآخر بنفس المكان بعد صلاة التراويح ومكثوا هناك إلى ساعة متأخرة من الليل، ضاربين موعدا لإفطار جماعي والاعتصام بعين المكان بدءا من أمس الأحد. وأجمع السكان على تحميل السلطات المحلية مسؤولية تشردهم والإبقاء على محنتهم، على الرغم من الوعود التي أعطيت لهم بالعودة إلى منازلهم فور توصل هذه السلطات بتقرير الخبرة المنجزة للبناية، كما حملوا هذه السلطة مسؤولية السرقة التي تعرضت لها منازلهم بعدما أشعروها بالأمر قبل وبعد اقتحام منزلين وسرقتهما، ووضع شكاية لدى مصالح الأمن دون أن تعطيها أي اهتمام، أو لا حياة لمن تنادي ، كما عبرت عن ذلك إحدى القاطنات. تجدر الإشارة إلى أن مأساة هذه العائلات انطلقت منذ 16 نونبر 2013 حين انهار سقف بهو عمارة « برنار Bernard « ذات الثلاث واجهات ( شارع الجيش الملكي وشارع نهرو وزنقة مليلية ) وسط المدينةالجديدة (حمرية ) بمكناس، في وقت كان عشرات عمال البناء يقومون بترميمه، وفجأة لاحظ البعض منهم بداية تصدع دعامات القبو، وأنذر زملاءه لينطلق سيل من الصياح والهلع ويلوذ الجميع بالفرار خارج البناية، قبل أن ينهار الجزء الأكبر من السقف الموجود بين القبو والطابق الأول. وتقرر السلطات المحلية بعد معاينتها للواقعة إخلاء جميع قاطني العمارة من منازلهم حيث قضوا الليالي تلو الليالي في الخلاء في البرد القارس يفترشون الأرض ويلتحفون السماء. وبعد سلسلة من الوقفات الاحتجاجية والاعتصام والمبيت في العراء بجانب العمارة، توصلت الولاية من وزارة الأوقاف بمبلغ 230 ألف درهم قصد المساعدة على إيواء السكان المتضررين إلى حين إصلاح العمارة، حيث قبلها البعض ورفضها البعض الآخر. وإلى حدود كتابة هذه السطور ، أي بعد حوالي تسعة أشهر، فإن محنة الساكنة ازدادت استفحالا ، مع الغموض الذي بات يكتنف مصيرهم ومصير منازلهم، فلا العمارة تم إصلاحها ولا المساعدات استمرت بالنسبة لمن قبلها، ولا أثاث منزلي بقي في مأمن و... يشار إلى أن هذه العمارة التي تعود ملكيتها لنظارة الأحباس بمكناس، تتكون من أربعة طوابق على مساحة 4000م مربع وتضم ما مجموعه 56 شقة ومكاتب ومحلات تجارية.