يستعد سكان المجمع السكني "الحديقة"، لرفع رسالة إلى عدد من المسؤولين في مدينة الدارالبيضاء، للتدخل لمساعدتهم على إعادة شبكة التطهير السائل للمجمع السكني بعد اكتشافهم وجود عيوب جذرية في البنية التحتية للمجمع السكني، نتج عنها إلحاق أضرار جسيمة بالمنازل الواقعة في الطوابق السفلى. وورد في الرسالة، التي توصلت "المغربية" بنسخة منها، تذكير بسيناريو معاناة السكان، طيلة الأربع سنوات الماضية، بسبب المشاكل، التي تعرفها قنوات الصرف الصحي للمجمع جراء هشاشتها، وعدم جودتها، ولسوء التصميم الموضوع لها، علما أن إقامة الحديقة عين السبع، تعد مجمعا سكنيا، تأسس سنة 2000، يضم مجمعين من 80 شقة، ومجمعين ثانيين يضمان 72 شقة. وأوضح يوسف سنانا، نقيب سكان مجمع الحديقة، في حديث ل"المغربية"، أن سكان الطوابق السفلى للمجمع السكني واجهوا مشاكل متنوعة، على مدار السنوات الأربع الأخيرة، إذ كانت المياه العادمة والمستعملة في الطوابق العليا، تفاجئ القاطنين في الطوابق السفلى، في فترات الليل والنهار، بفيضانات قوية لمياه ملوثة مصحوبة بفضلات آدمية، تنبعث منها روائح كريهة تزكم الأنوف. الفيضان يكشف المستور ذكر نقيب السكان أن اختناقات مصارف الصرف الصحي في المجمع، زادت حدتها وأضرارها، لحد لم يعد معه المتضررون يحتملون تبعاتها، خصوصا بعد أحداث الفيضانات، التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء، أخيرا، إذ انكشفت هشاشة شبكة التطهير داخل المجمع، وعجزها عن صرف مياه الأمطار، ما حول منازل الطابق السفلي إلى برك من المياه العادمة، حيث بلغ مستوى المياه إلى ما فوق مستوى النوافذ، فأتلف متاعهم وفراشهم، كما هز هدوءهم واستقرارهم. قبل كشف هذه الحقيقة، لم يكن السكان يشكون في وجود عيب في تصميم وجودة شبكة التطهير، بل رجحوا وجود تراكم في الأزبال داخل قنوات الصرف الصحي، أو سوء تعامل السكان مع المصارف. وبعد اتساع رقعة أضرار تسربات المياه في الطوابق السفلى، وتضرر جل مداخل العمارات، وإصابتها بالرطوبة والتشققات، فطن السكان إلى وجود مشكلة تحول دون بلوغ المياه إلى شبكة التطهير العادية، وتحولها إلى مسار خاطئ في الطوابق السفلى، حيث تتجمع وتتسرب وتنحبس تحت البنايات. وتحدث نقيب السكان عن أن الوضع تطلب منهم استشارة تقني متخصص في التطهير السائل، الذي كشفت معاينته الأولية أن شبكة الصرف في المجمع جافة من المياه، ما جعلهم يستنتجون أن المياه المستعملة في شقق الطوابق 6 لكل عمارة، لم تكن تجري في القنوات، وإنما تتسرب بين جدران الشقق السفلى، ما جعلهم متوجسون من إلحاق الأذى بأساسات المجمع السكني. وعقب ذلك، تقدم سكان المجمع السكني رقم 4، بشكاية إصلاح إلى الشركة صاحبة المشروع السكني، منذ سنة 2003، أجرت بعدها إصلاحات همت شقة واحدة في الطابق السفلي. وبعد ذلك، تقدم سكان المجمع السكني رقم 3، سنة 2004، بشكاية مماثلة إلى الشركة المعنية، أجرت بعدها إصلاحات همت شقة واحدة، على أساس أنها ستجري إصلاحات في الشقق الأخرى تدريجيا. وعبر النقيب نفسه عما أسماه "تفاجؤ السكان بعدم التزام الشركة بتعهداتها، رغم معاودتهم مراسلتها سنة 2008 حول الموضوع نفسه"، متحدثا عن أن التجاوب السابق للشركة، دليل على اعترافها الضمني "بوجود هشاشة قنوات الصرف الصحي". وأوضح يوسف سنانا أن معاينة التقني المتخصص في التطهير السائل، دعت إلى مباشرة سريعة لوضع شبكة تطهير جديدة، وإقبار الأولى، لتجنب تهديد بنايات المجمع و سلامة السكان وأرواحهم، سيما أن مياه الصرف الصحي تتسرب عبر حيطان المجمع السكني 1 و2 و3، فتقدموا بطلب تصريح لدى مقاطعة عين السبع لإنجاز أشغال الإصلاح والتدخل، لأجل مساعدتهم على مباشرتها. اجتماع مع رئيس مقاطعة عين السبع عقب ذلك، عقد ممثلو السكان اجتماعا مع رئيس مقاطعة عين السبع الحي المحمدي، منذ 20 يوما، حيث أطلعوه على مشاكلهم وحاجتهم إلى مساعدة إتمام إصلاح شبكة التطهير الداخلية للمجمع، تلى ذلك انتقال رئيس المقاطعة المذكورة إلى مقر المجمع السكني لمعاينة مشاكل السكان عن قرب، حيث وقف على آثار تسربات المياه المستعملة في الطوابق السفلى للعمارات. وتفاجأ السكان بهذه الزيارة، التي اعتبروها سابقة. وحاولت "المغربية"، أخذ رواية الشركة، التي يحملها السكان مسؤولية رداءة شبكة التطهير، إلا أن أحد المسؤولين فيها رفض التعبير عن موقفها، بينما تلقت "المغربية" تصريحا من عادل أو كرير، ممثل السكان في المنطقة، مفاده أن رئيس الجماعة سيعمل على مساعدة المتضررين، عدا ذلك لن يستطيع التدخل في المواجهة مع الشركة الخاصة، بينما توجد إمكانية لدى السكان لرفع دعوى قضائية ضدها. في مقابل ذلك، أوضح يوسف سنانا، نقيب الملاكين، أن رئيس جماعة عين السبع، وعد السكان باتخاذ الإجراءات الضرورية، وبرفع قضيتهم إلى عامل عمالة عين السبع لاتخاذ التدابير الضرورية، كما وعد السكان بتمكينهم من شاحنة لنقل متبقيات البناء للتخلص منها في مطرح النفايات، ومساعدتهم ببعض الكميات من الإسمنت والرمل. أضرار فادحة تعددت الأضرار، التي تحدث عنها بعض سكان التجمع السكني ل"المغربية"، إذ قالت سيدة مسنة إنها فقدت الشعور بالاطمئنان في بيتها الجديد، منذ سنوات طويلة، ففي كل مرة كانت تفاجئها فيضانات المياه العادمة، وتضطر إلى جمع جميع أثاث البيت وأمتعته في زاوية وحادة من البيت، ما كان يضرها نفسيا وجسديا سيما أنها مسنة، لا تقوى على تحمل هذه التبعات. متضررة أخرى عبرت بلهجة لم تخل من الغضب، عن أنها اضطرت لأربع مرات لتغيير زليج أرضية الشقة لتطبيق إصلاحات لتصريف المياه العادمة التي تتسرب إلى شقتها، كما اضطرت ثلاث مرات إلى تغيير فراش غرفة الضيوف وأرائك بهو البيت، بعد تحولها إلى أمتعة غير صالحة للاستعمال إثر سباحتها في مياه عادمة.