تعالت صباح أول أمس الثلاثاء أصوات سكان إقامة «الهدى» السكنية بالدارالبيضاء، مناشدين السلطات التدخل لدى مجموعة «الضحى» العقارية لإعادة إسكانهم، بعد أن هوت أساسات 48 عمارة سكنية اقتنوها في مشروع سكني ضخم يطل على شارع عبد الحق بوزيان بتراب عمالة مقاطعات مولاي رشيد بالدارالبيضاء. عبد المولى العسكور، رئيس مجلس اتحاد المجمع السكني «الهدى»، بدا شاحب الوجه وهو يتحدث بصوت مكلوم عن معاناة 1350 أسرة اقتنت شققا سكنية منذ سنة 2003، أملا في الظفر ب«قبر الحياة» ليتحول حلمهم إلى كابوس سيعيشون تفاصيله بشكل مستمر. «بدأت الشقوق منذ سنوات، كانت صغيرة في أول الأمر لكنها ظلت تتسع بشكل تدريجي، لجأنا إلى ممثلي شركة «الضحى» لكنهم لم يعبؤوا بشكاياتنا، طرقنا باب عمالة مولاي رشيد مرات كثيرة، وآخر لقاء كان في الأسبوع الأول من رمضان الجاري، استقبلنا العامل مصطفى العطار وعرضنا عليه تظلمات السكان، وقد أبدى الرجل تضامنه معنا، بيد إنه قال لنا بالحرف إنه لا يستطيع التدخل لأن الأمر يتعلق بشركة «الضحى»، يؤكد رئيس مجلس اتحاد المجمع السكني «الهدى». صباح أول أمس الثلاثاء، رفع سكان إقامة «الهدى» صور الملك محمد السادس والأعلام الوطنية مرددين شعارات من قبيل «أغيثونا، أغيثونا الضحى قتلونا»، و«هادا عار هذا عار حياة الناس في خطر». وعاينت «المساء» صباح أول أمس الثلاثاء تواجد عمال بناء بالقرب من المحتجين، كان العمال ينثرون الحصى فوق أرض انخفضت عن مستواها الأصلي بحوالي 25 سنتمترا، قبل أن يطمروا الحفر بالحصى والزفت لإخفاء عيوب طالت أزقة المجمع السكني، أما داخل الشقق السكنية فالناس كانوا يدلفون إلى الغرف وأيديهم على قلوبهم خوفا من أن تنهار الجدران فوق رؤوسهم في أية لحظة. فتيحة لقمان، أم لخمسة أبناء، تقطن بالشقة 5 بالعمارة رقم 30، قالت وهي تمرر يدها على شقوق ظاهرة إن أبناءها لم يعودوا يرغبون في النوم داخل المنزل خوفا على حياتهم. قالت هذه المرأة إنها كانت تقطن في حي الفرح وقد باعت حليها واستدانت من أقاربها لتنتقل إلى العيش في شقة في إقامة «الهدى» منذ سنة 2003. روت فتيحة قصة تعايش سكان مجمع «الهدى السكني» مع أرض تميد تحت أقدامهم باستمرار وتسقط قطرات قنوات الصرف الصحي فوق رؤوسهم كلما مروا بأزقة المجمع السكني، لكن ليلة أول أمس الثلاثاء كانت الأكثر حماسة وخوفا بالنسبة إلى السكان، تؤكد هذه الأم وهي تدق أرضية المطبخ المكسوة بالزليج بيدها مشددة على وجود الفراغ تحتها. «أحسسنا برجة قرابة الساعة الواحدة والنصف ليلا، عندما التفتنا حولنا وجدنا جدران الغرفة قد هبطت إلى الأسفل، انظر أمامك لترى الجدران» يؤكد شاب حرص على أن يتجول بنا في شقة مكونة من غرفتين وصالون ومطبخ صغير وحمام أصغر حجما. وحسب السكان فإن شقوقا وتصدعات كبيرة كانت في جدران شقق معدة للسكن بيعت للمواطنين سنة 2003 بسعر قارب العشرين مليون سنتيم. وبحسب رئيس مجلس اتحاد المجمع السكني «الهدى»، فإن السكان ضاقوا ذرعا بالروائح الكريهة المنبعثة من قنوات الصرف الصحي ومن وجود شقوق بمنازلهم تتسع بشكل مضطرد. لكن مصطفى العطار، ممثل الملك بعمالة مقاطعات مولاي رشيد، نفى وجود أي خطر يتهدد السكان وقال في اتصال هاتفي أمس مع «المساء» إن الوضع متحكم فيه ولا يدعو إلى القلق، مضيفا أن المجمع السكني يتوفر على كافة التراخيص القانونية والناس يقطنون في العمارات منذ 5 سنوات بدون مشاكل. وأقر عامل عمالة مقاطعات مولاي رشيد بكون قنوات الصرف الصحي بمشروع «الهدى» لم تكن موصولة بشكل ملائم مع شبكة التطهير السائل، مضيفا أن مصالح شركة «ليديك» تقوم بإصلاح القنوات، معربا عن اعتقاده بأن مكتب الدراسات المكلف بتتبع المشكل سيجد الحل المناسب في أقرب وقت على حد قول ممثل الملك في عمالة مقاطعات مولاي رشيد. واتصلت «المساء» بعبد الرزاق ولي الله، نائب المدير العام لمجموعة «الضحى» لنقل وجهة نظر المجموعة في النازلة، ليحيلنا بدوره على موظفة في المجموعة مكلفة بمشروع «الهدى» المثير للجدل، لكن موزعة الهاتف بالشركة أخبرتنا بأنها تتواجد خارج مكتبها ولا يمكنها أن تستقبل أية مكالمة على هاتفها النقال قبل أن تقفل الخط.