في حروب الإسبان في المغرب ضد قبائل الريف خلف إلقاء القنابل من الطائرات نهاية حرب سريعة، وذلك عبر محاولة تفجير القرى، شبه الواحات في المنحدرات الصخرية الجافة والمناطق الجبلية. بالنسبة لحرب المغرب كانت طرق أسلحة الغاز المستعملة في الحرب العالمية صالحة فقط تحت شروط . على الأقل حتى سنة 1925 لم يكن على ساحة معارك شمال أفريقيا من جانب القبائل أي مواقع خنادق للحماية ولا حواجز محصنة - و باستثناء معارك كبيرة قليلة - لم تكن هناك روابط كافية ، التي كان بالإمكان إتخاذها مع أسلحة القنابل و المتفجرات تحت المدفعية . أكثر من ذلك فالأمر يتعلق بحرب الكمين ، من أجل عمليات مجموعات متحركة صغيرة ، التي بالكاد تعرض هدفا و عند الهجوم باسلحة الغاز يمكنها نسبيا الهرب بسهولة من المنطقة الملوثة . استعملت من المنظور الإسباني طرق ومعدات يمكن بواسطتها ملاحقة الخصم حتى زاوية اختفائه عن المدفعية و المشاة ، من اجل محاصرته هناك. الطائرات والقنابل المتفجرة يبدو انها ملائمة لذلك ، لكن افضل من ذلك هي القنابل الكيماوية، وأيضا من اجل الاستفادة من امتيازات الحرب الجوية ، التي سبق واتبثت القنابل السامة نفسها عند المدفعية مقابل الاسلحة التقليدية : مقابل التغرات اليسيرة او الكبيرة لطريقة تأثير قنابل شرابنيل او بريزنت اظهرت القنابل السامة تأثير مجال فعلي حاسم . كلهم شيئا ما عند الانفجار يقذفون في البداية الجسميات الى الاعلى ينحذرون تبعا لوزنهم ثانية الى الاسفل ثم يصبحون مؤثرين في مجموع حاوية الغاز. استنادا الى اجزاء قادفات دخيرة بريزنت فانها تصير ضعيفة وبذلك عديمة المفعول ، حين تنزل ثانية الى اسفل. وبينما عند الشضايا او شضايا القنابل و حشوة الرصاص ، التي لا تصيب جزء الهدف ، تبتلع من الارض ، لا تهدر تقريبا اية قطرة من الاسلحة الغازية او القنابل الكيماوية في التأثير، تماما دون اعتبار المسافة بالتحديد الى الهدف . إنها تنتفع اذن بمعدل 100 % و هي بذلك تتفوق بكثير على انواع القاذفات الاخرى . فوق ذلك يشمل الغاز كل النقط في حيز مجال التأثير، يصعد الاغطية وينزل في الاودية ، الاخاديد و الاقماع، بينما تتقدم بالاساس الاجزاء المتفجرة للقنابل او الشضايا في حركة مستقيمة عبر الاغطية متجمعة او تطيرعبر زاوية ميتة. وجهة نظر ثالثة ايضا. تأثير الشضايا او قنابل بريسنت هي لحظية المفعول. حشوة الرصاص او الشضايا ، التي لم تتلف ميكانيكيا في صلة غير مباشرة عند تفجير الهدف، تبقى مطروحة مثل الحصى من غير ضرر . لكن تأثير قنابل الغاز هو تأثير دائم و يستمر ايضا بعد تركيب الاسلحة الكيماوية ساعات او ايام طويلة( 77) . كل هذه الفوائد ( المثالية شيئا ما) يمكن للانسان توقعها ايضا لدى قنابل الغاز . لكن المشكل في حرب المغرب كان هو ، انه لم تكن هناك ترتيبات حرب ميدان مجربة من الحرب العالمية . كذلك جيش فرنسا لم يكن له على ما يبدو قنابل ناضجة ، حين قام بتجاربه فوق هذا الميدان سنة 1912 او حتى قبل ذلك ايضا مع الاسبانيين في مليليا. ذلك ان هذا التعاون لتوجهات سياسية اضعاف وضع اسبانيا في المغرب كان له في الواقع تآثير معاكس ، قبلته باريس: فرص مواصلة التطور و تجريب وسائل الحرب على حساب الاخر لم يرغب الفرنسيون في تفويتها. الصعوبات عند الانشاء كانت متعددة . احيانا تتعلق بالاسلحة الكيماوية ، من ناحية اخرى بالشكل الفعال . اذا كان ينبغي رش "الغاز" على الارض ، يحصل الانسان على ذلك مبدئيا بمعدن رقيق الجدران او بحاويات الغاز دون دخيرة متفجرات ، او تكفي كمية قليلة من المتفجرات لنضج حاويات القذائف. إذا اراد الانسان انتاج ابخرة سامة ، ستكون هناك ضرورة بناء اخر تماما ، قنبلة غاز بريزنت ، فعبوتها التفجيرية الكبيرة تبخر السلاح الكيموي ، الى جانب ذلك تنتج نوعا من الشضايا الفعالة و تخدع العدو في الوهلة الاولى . لا يستطيع من خلال الانفجار تبيانها فورا ، ان كان الامر يتعلق بمجرد انفجار قنبلة او بواحدة مخصبة بالغاز السام . هوامش : 76 السفر إلى روسيا ) مذكرات العقيد منتسل)، ص. 59، و ما بعدها BA -MA,N 415/3; أنظر إلى ذلك كذلك ميلر، بوابة إلى عالم السلطة، ص 119 و مابعدها. 77 ريتا ، الحرب المستقبلية و اسلحتها، ص.78 والتي تليها.