في حروب الإسبان في المغرب ضد قبائل الريف خلف إلقاء القنابل من الطائرات نهاية حرب سريعة، وذلك عبر محاولة تفجير القرى، شبه الواحات في المنحدرات الصخرية الجافة والمناطق الجبلية. عن « الأسلحة الكيماوية في الحرب الإتيوبية الإيطالية في سنتي 1935/ 36» حكم التحليل المستشهد به سابقا للعقيد فولكارت المنشور في « مجلة العموم العسكرية السويسرية» «التجارب الحربية في شرق إفريقيا أتبثت في حالات لاتحصى ، أن الأحباش قاوموا بشجاعة صارخة و مذهلة المدفعية و مدافع رشاش النار و أنهم ايضا بعد فترة قصيرة لم يعودوا بعد يتراجعون بشدة حتى إمام قوة إنفجار القنابل. في أغلب الأحيان أحدث ذلك أولا تأثير الغاز السام من الجو، الذي تجاوز شعب الأهالي البدائي وكسر عزيمة مقاومته. لهذا فقد ثبت من غير شك ، أن غاز" للوست" ليس فقط [كما زعم الإيطاليون] لم يستطع أن يلعب الا دورا غير مهم وجانبي بين الأسلحة الحربية المستعملة في الحبشة ، بل أدى إستعماله الوافر بالأساس إلى التقدم في الشهور الأخيرة و إلى الهزيمة النهائية للخصم (22) . في الحربين الكيماويتين تمت مهاجمة المجموعات والسكان المدنيين، غير أنه في المغرب كان الهدف بالدرجة الأولى هم المدنيين. ما دفع في الأخير القبائل إلى الهزيمة، أوضح شتولسنبيرك في بيانه: «إسبانيا إستجلبت مني 110 طونا » تيبرس، (لوست) لحرب المغرب وعبر ذالك تغلبت على المقاومة. من حرب الريف إلى الحرب الأهلية الإسبانية على الأقل من طرف في القيادة العسكرية الإسبانية قدر بشيئ من الشبه أهمية مساهمة غاز القوات الأمبراطورية شتولتسنبيرك في النصر داخل المغرب. ثم ما أن بدأ الصراع التالي(23)، الحرب الأهلية في داخل البلد، حتى طلب جنرالات الإنقلاب آكثر من مرة من شتولتسنبيرك و من القوات المسلحة للرايخ الثالث مساعدة الأسلحة الكيماوية. فرنسسكو فرانكو، وصل في المغرب إلى التجربة الحربية ، المجد والدرجة العسكرية ، جعل نفسه هناك ، يقتنع في بداية الأمر كارها ، بقيمة الأسلحة الكيماوية. الأن يريد الجنرال توظيف إمتيازاته كذلك ضد « الحمر» خصوم الحرب الأهلية لكن الأمر لم يصل إلى ذلك. فالجمهوريون لم يكونوا سكانا أصليين ضعفاء. فقد كانوا يملكون مساعدات التسلح الفرنسية و السوفياتية و لقد استطاعوا منذ الحملات الأولى ، منها ايضا الهجمات الشرسة للطائرات الألمانية ، بسرعة توفير حماية فعالة من الغازات. نوع الغاز في الحرب الأهلية بقي حدث عابر، لأن هتلر ألمانيا ، سوف يكون حضوره نفسه من خلال السخاء دعما بالأسلحة وبكتائب كوندور، سيخفق في دعم التأثير الكبير. قد تكون للمراعات السياسية الخارجية تأثير في ذلك : فالرأي العام العالمي خاصة في ذلك الظرف الزمني ضد ألمانيا من خلال إثارت الغضب بالخرق في الحيز الحساس بوجه خاص، بالكاد يبدو أنه مناسب. كانت ذكرى الإحتجاج ضد الحرب الكيماوية الإيطالية في الحبشة والمشاكل ، التي جنتها القيادة الفاشية في روما على المستوى العالمي من جراء إستخدام الأسلحة المحرمة ، لا تزال طرية. علاوة على ذلك لم تترك ستراتيجية هتلر للأسلحة الكيماوية في هذه الحالة لأسلحة الغازات السامة أي فرصة نجاح (24) . فهي تحتج لذلك، بأنه من خلال الإستعمال (الصغير) الأول يكون العدو قد أنذر، وإستعداده للمقاومة يصبح أثناء ذلك قويا. مع النموذج الإسباني الحرب الأهلية أصبحت فيما بعد المطالبة الإستراتيجية مدعومة، فحرب الغاز يجب من الوهلة الأولى أن يقاد إستعماله الشامل بأكبر قدر ممكن ، حتى يمكن للبادئ إرهاق لسلاح غاز الخصم بأيسر طرق قدر الإمكان وفي النهاية تعطيله. (25 ) القوات الأمبراطورية الثالثة المسلحة أوفدت خبيرين إلى إسبانيا، طبعا لا لتغلض لفرانكو القول و على أمل غنيمة مهمة و المعلومات. لاجل اذا تعلق الأمر، بل حتى يبقى الامر سرا في سجلات القوات. { هوامش : 22 - فولكار، الأسلحة الكيماوية في الحرب الإتيوبية الإيطالية، ص،108 23 - رسالة شتولتسنبيرك إلى وزارة الشؤون الخارجية بتاريخ الأرشيف السياسي لوزارة الخارجية، بون (PA) كراسة 1، خرائط الدول، إسبانيا المجلد 1. 24 - أنظر حول الحرب الأهلية الإسبانية أبندروت، هتلر في الحلبة الإسبانية، ص 108. 25- أنظر كذالك تعليق مفتشية فرقة الضباب عن الأسلحة الكيماوية للعصر الحديث و إستعمال الأسلحة الكيماوية بتاريخ 27.10.1937 . هذا التعليق نشر في: القيادة الحربية الكيماوية. إنظر الوثيقة 35 ص 148 و ما بعدها.