أكد البروفيسور توفيق أبو الحسن رئيس مصلحة المستعجلات الطبية بمستشفى ابن طفيل، لجريدة الإتحاد الإشتراكي، أن هناك نوعية محددة من المرضى يأتون إلى المستشفى في رمضان، وقسمها إلى ثلاثة أصناف، أولها أمراض مرتبطة بالصيام، ثم حوادث السير التي تعود أسبابها في الغالب إلى الدراجات النارية من نوع «سي 90»، وأخيرا العنف المرتبط بالإجرام أو ب»الترمضينة». ويعرف قسم المستعجلات اكتظاظا خلال أيام رمضان، خاصة في أوقات الذروة التي حددها البروفيسور أبو الحسن في السعات القليلة قبل أدان المغرب وخلال الليل. فبالنسبة للحالات المرتبطة بحوادث السير التي تأتي إلى مستعجلات ابن طفيل تقع في غالبها في وسط المجال الحضري لمراكش، وغالبية المصابين هم سائقي الدرجات النارية من نوع «سي 90»، والحوادث عند هؤلاء تتسم بخطورتها، هذا بالإضافة إلى حوادث أخرى لها طابع جماعي من خمس إلى عشر مصابين، وهذا يزيد في اكتظاظ أكثر حسب البروفيسور أبو الحسن الذي يضيف أن هذه الحالات المتعلقة بحوادث السير تصل إلى متوسط 10 حالات في اليوم بجروح متفاوتة الخطورة. بالإضافة إلى حوادث السير يقول «رئيس مصلحة المستعجلات الطبية بمستشفى ابن طفيل»: «هناك حوادث نربطها بشهر رمضان وهي العنف، رغم أنها كتقييم شخصي ليس لها علاقة بالشهر الكريم»، في إشارة إلى حوادث العنف في إطار ما يسمى ب»الترمضين» . و رغم ذلك فحالات العنف تكثر خلال رمضان، و في غالب الأحيان ترتفع في اللحظات الأخيرة قبيل المغرب، وهي إما أن تكون شجارا ما بين شخصين يتطور إلى عنف، أو عنف له علاقة بفعل إجرامي كالسرقة مثلا، والفترة الثانية التي تصل فيها مثل هذه الحالات هي ما بعد الإفطار بالليل، ويضيف البروفيسور قائلا: «ولاحظنا أن هذه الحالات قد ارتفعت وقت الفجر وهي ظاهرة بدأت تنمو حيث وصلتنا العديد من حالات الاعتداء ذات طابع إجرامي وقت الفجر». تأتي الحالات المرضية المتعلقة بالصيام في المرتبة الثالثة، وهي من بين الحالات التي تصل إلى مستعجلات ابن طفيل، ففي شهر رمضان مجموعة من المرضى يكونون مصابين بأمراض مزمنة كالسكري أو الضغط الدموي أو من لهم مشاكل في الكلي أ أو مشاكل ضيق التنفس، هؤلاء يتعرضون لمشاكل أكثر خلال رمضان، والسبب حسب أبو الحسن، أنهم يصرون على مرافقة تلك الطقوس التي تكون في رمضان من حيث الأكل والشرب والسهر فيحدث لهم اضطراب في نظامهم الغذائي وبالتالي يصابون أكثر، أو أنهم يصرون على الصوم لأن هناك وازع ديني، وبالتالي المريض بالسكري مثلا بمجرد أن يصوم قد يصاب بأعراض أخرى جراء هذا الصيام. و في سياق حديثه عن سبل مواجهة هذه التغيرات المتعلقة بالاكتظاظ داخل قسم المستعجلات، أكد البرفيسور أبو الحسن أن هذا الشهر من نوعية بالنسبة للمغاربة بسبب طابعه الديني، وكذلك هو شهر خاص بالنسبة لنوعية المرضى الذين يأتون للمستعجلات، وأضاف أن إدارة المستشفى تحاول أن تزيد في عدد الأطقم التي تشتغل بالقسم، باعتماد الأطباء الداخليين والأطباء المقيمين وطاقم التمريض والأساتذة الذين يقومون بالحراسة والمختبرات ومصالح الجراحة ومصالح التحليلات الطبية والأشعة، مؤكدا أنه في غالبية الأحيان يكون العدد أكثر مقارنة بالأيام العادية بالنسبة لحياة المستعجلات بمدينة مراكش. وأضاف أن الإجراءات التي «نقوم بها إجراءات تقنية لها علاقة بالتنظيم الإداري واللوجيستيكي المتوفر، حسب عدد الأطقم»، مع التركيز على فترات الذروة التي حددها في ما بين العصر والمغرب، وما بين العشاء والفجر. وحسب التجربة يتوقع أبو الحسن في النصف الثاني لرمضان أن تأتي أنواع أخرى من الأمراض المرتبطة بالصوم، مثل أولئك المصابين بالقرحة وبالرغم من ذلك يصومون، فانطلاقا من هذه الفترة تأتي حالات مرضى تحدت لهم ثقوب في المعدة جراء صومهم رغم أنهم مريضين بالقرحة فالمعلوم أن المريض بالقرحة لا يجب أن يصوم. وعلى صعيد آخر أكد الأستاذ بكلية الطب بمراكش، أن هناك نوعية من المرافقين للمرضى يكون لديهم طابع خاص بحيث يكونون هم أيضا صائمين ما يؤدي إلى نشوء بعض الحزازات بالنسبة للمرضى أو بالنسبة لمرافقيهم.