سجلت أقسام المستعجلات الطبية، التابعة للمستشفى الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، ارتفاعا في نسبة توافد المرضى على الخدمات الاستعجالية، مع بداية شهر رمضان، الذي يتزامن مع موسم الصيف إذ ترتفع درجة الحرارة، وتنخفض قدرة الجسم على تحمل تبعات ذلك، خاصة لدى الفئات المسنة، المصابة بأمراض مزمنة. وأفاد البروفيسور محمد موهاوي، رئيس قسم المستعجلات ابن رشد، في تصريح ل"المغربية"، أنه يأتي في مقدمة هذه الحالات المستعجلة، الإصابة بمضاعفات صحية ناتجة عن إصرار مرضى السكري وأمراض القلب على الصيام، رغم تحذيرات الطبيب المعالج. وتأتي في المرتبة الثانية، الحالات المرضية بسبب تبادل العنف، أغلبها ناتجة عن الإصابة بجروح متفاوتة الخطورة، بفعل تبادل الضرب والجرح بأدوات حادة وخطيرة، يضيف موهاوي. ويأتي في المرتبة الثالثة، توصل المستعجلات بحالات مواطنين يحملون إصابات متفاوتة الخطورة، ناتجة عن تعرضهم لحوادث سير، تسجل خصوصا في الدقائق القليلة التي تفصل عن أذان المغرب. وأوضح البروفيسور موهاوي أن مرضى السكري يأتون في مقدمة المعرضين لمضاعفات الصوم بسبب أمراض مزمنة، بسبب استخفافهم بنصائح الطبيب والمخاطرة بصحتهم، من خلال رفضهم التمتع برخصة الإفطار في رمضان. ومن المضاعفات التي تسجلها أقسام المستعجلات دخول مرض السكري في غيبوبة تتطلب وضعهم تحت العناية المركزة في مصالح الإنعاش، بسبب ارتفاع أو هبوط حاد في مستوى السكر في الدم. ويندرج ضمن هؤلاء المتضررين مرضى السكري الذين يعالجون بحقنة "الأنسولين"، التي يجب أن يزود بها الجسم في أوقات معينة، يحددها الطبيب حسب كل حالة. وبرر موهاوي حدوث هذه المضاعفات الصحية بتغير نظام ومواعيد تناول الأدوية والوجبات من قبل المرضى، التي ترجأ إلى ما بعد الإفطار، ناهيك عن تأثر جسم المريض بالسكري بقلة النوم، المصحوب بالتعب الجسماني وبالأرق. وأوضح موهاوي أن الأمر ينطبق أيضا على مرضى القلب والشرايين، الذين يتعرضون لهبوط حاد في الدورة الدموية، وبالإصابة بالذبحة الصدرية، بسبب العياء وعجز الجسم عن تحمل تبعات الصوم. وذكر موهاوي أن أقسام المستعجلات تسجل حالات لمصابين بجروح متفاوتة الخطورة نتيجة تبادل الضرب والجرح بأدوات حادة، أغلبها تسجل في صفوف المدمنين على المواد المخدرة، إذ يتأثرون بالصيام نتيجة تأخر وصول المادة المخدرة إلى الدماغ في الأوقات المحددة. وفسر موهاوي وقوع حوادث السير، قبيل ساعة الافطار، بالعياء الناتج عن قلة النوم، وتدني مستوى التركيز. وأكد موهاوي أن مجموع الحالات الصحية الخطيرة، التي تسجل في شهر الصيام داخل أقسام المستعجلات، يمكن تفاديها، وبالتالي تخفيف العبء عن مصالح المستعجلات لفائدة تقديم الخدمات لحالات مرضية أكثر خطورة. ولم يفوت موهاوي فرصة إسداء النصيحة، ومنها دعوته إلى التحلي بالصبر وبالسلوك القويم وضبط النفس خلال الصيام، لتفادي تبادل العنف والإفراط في السرعة المميتة على الطرقات. كما شدد على المصابين بالأمراض المزمنة بضرورة تتبع نصائح الطبيب الموصية بالإحجام عن الصوم، خصوصا مرضى السكري والقلب، استنادا إلى معرفتهم بالمضاعفات الصحية التي تشكل خطرا عليهم.