افتتحت مؤسسة فوسبوكراع، بشراكة مع المعهد الوطني للبحث الزراعي، يوم 12 ماي بفم الواد، أول مختبر لتحليل التربة و المياه مخصص لخدمة الجهات الجنوبية الثلاث للمملكة لمواجهة التحديات الطبيعية والتقنية التي تؤثر على المحاصيل الزراعية في المنطقة. وقال بيان إن المختبر الجديد للتحاليل الذي سيقام بمحطة المعهد الوطني للبحث الزراعي بجامعة فم الواد، سيوفر للفلاحين بالجهات الجنوبية الثلاث قاعدة البيانات الضرورية لمساعدتهم على تبني التخصيب المعقلن للزراعات، حيث وبفضل معرفة وتحليل التربة والمياه، سيتمكن فلاحو المنطقة من ملائمة محاصيلهم وضمان فلاحة مستدامة لتجاوز إكراهات الملوحة والجفاف التي تعيق إنتاجية ومردودية الزراعات المحلية. وسيمكن وضع مختبر تحليل التربة بمحيط الري بفم الواد، من تحسين مردودية علف الذرة و البرسيم و توسيع المساحات المزروعة، وسيكون لهذا الإجراء تأثير إيجابي على ظروف و مستوى عيش الساكنة التي تعتبر الفلاحة موردها الرئيسي. ويذكر أن افتتاح مختبر تحليل التربة بفم الواد يندرج في إطار مشروع تجريبي للتنمية الفلاحية المندمجة، وهي مبادرة مدروسة أطلقتها مؤسسة فوسبوكراع سنة 2015 بشراكة مع وزارة الفلاحة وتعاونية حليب الساقية الحمراء وبدعم تقني من المعهد الوطني للبحث الزراعي، المركز الدولي للزراعات الملحية والمؤسسة الدولية للشباب. بفضل هذا المشروع التجريبي، سيستفيد 52 شخصا من جماعة فم الواد، وجميعهم أعضاء في تعاونية حليب الساقية الحمراء من الدعم والمواكبة على المستوى التقني وكذا المجتمعي من أجل تحسين حياتهم و حياة أسرهم. إلى جانب مختبر تحليل التربة، يعرف مشروع فم الواد العديد تحقيق العديد من الإنجازات وأهمها زراعة 400 هكتار باستخدام تقنيات فلاحية تضمن استدامة نظام الإنتاج، إدخال 19 نوعا من المحاصيل الجديدة التي تتحمل الملوحة وتتميز بالقدرة على التكيف مع محيط فم الواد وكذا إنجاز أول خريطة للملوحة بالمنطقة. ساهمت مؤسسة فوسبوكراع بدعم من المؤسسة الدولية للشباب من خلال هذا المشروع التجريبي في تدعيم كفاءة 1218 شاب من الجماعة، إفتتاح مؤسسة تعليمية للحضانة لفائدة 80 طفلا، إعادة تأهيل مستوصف محلي، دون نسيان المساهمة في تجهيز التعاونية بمحطة لتحلية مياه البحر بطاقة 2000 لتر في الساعة لتلبية احتياجات ساكنة فم الواد من المياه الصالحة للشرب. ويهدف المعهد الوطني للبحث الزراعي إلى إجراء أبحاث التنمية الفلاحية، وهو مؤسسة عمومية يعود تاريخها إلى 1914 مع إنشاء أولى الخدمات الرسمية للبحث الزراعي. خضع المعهد مؤخرا إلى إعادة التنظيم الهيكلي بهدف عصرنة عمليات التدبير.