أتحفت فرقة "مسناوة"، خلال حفل موسيقي مساء الثلاثاء بمسرح دار الثقافة - الداوديات بمراكش ، الجمهور بوصلات غنائية من الفن الغيواني الأصيل، وذلك في أول أيام الدورة الرابعة للمهرجان الغيواني بالمدينة الحمراء. واستمتع الجمهور الحاضر من عشاق هذا الفن الشعبي المغربي الأصيل بفقرات غنائية متميزة ذات حمولة اجتماعية تنهل من ربرتوار هذه المجموعة، التي تأسست سنة 1980 بالحي المحمدي بالدار البيضاء، الغني بالأغاني المتميزة التي لاقت نجاحا كبيرا في مطلع الثمانينات من القرن الماضي. وتميز حفل افتتاح المهرجان بتكريم تقني الصوت إبراهيم هيادي اعترافا بما قدمه للأغنية الغيوانية ومساهمته بشكل كبير في نشرها ونجاحها، إلى جانب رئيس مجموعة مسناوة ، التونسي المقيم بالمغرب حسن بن حوسين ، والذي وعرف بولعه الكبير بهذا النوع الموسيقي منذ أن وطأت قدماه أرض المغرب. واحتفت دورة هذه السنة، التي تواصلت إلى غاية 18 يوليوز الجاري، بالفنان والرئيس السابق لمجموعة المشاهب محمد البختي الذي يعد ظاهرة فنية أعطت وقدمت الكثير للساحة الفنية الغيوانية. وسعت هذه التظاهرة، التي نظمتها جمعية مؤسسة المهرجان الغيواني، إلى إحياء ظاهرة الغيوان التي باتت ركنا فنيا باهتا في ظل ما عرفه العصر من متغيرات وأصناف موسيقية دخيلة تحظى باهتمام كبير من لدن جميع فئات المجتمع وخاصة منهم الشباب. وأتى تنظيم هذا المهرجان، حسب المنظمين، ضمانا للاستمرار الفني والثقافي للأغنية الغيوانية وكذا من أجل احتضان كافة الأفكار والاقتراحات الكفيلة بتطوير وتجديد الفرجة ودوام استمراريتها لهذا النوع الغنائي المتجذر في عمق الثقافة والهوية المغربية، وخاصة بمدينة مراكش التي ظلت على الدوام المهد والحضن الدافئ لجميع الفنون بمختلف أشكالها وأصنافها. كما عرفت هذه التظاهرة مشاركة العديد من المجموعات الغنائية الرائدة في هذا النوع الغنائي الملتزم، من بينها فرق فرقة الأرصاد، وجيل الغيوان رقراق، والمشاهب، والنسيم ومجموعة تاكدة.