عبد الكريم بن عتيق، عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس لجنة المقرر التوجيهي في اللقاء الإقليمي للاتحاد الاشتراكي بصفرو المشهد السياسي الراهن يدعو كافة المناضلات والمناضلين إلى التعبئة الجماعية واستشراف المستقبل ************** في إطار الإعداد للمؤتمر الوطني العاشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وبعد مصادقة اللجنة الإدارية للحزب بالإجماع يوم فاتح أبريل 2017 على مشروعي المقررين التوجيهي والتنظيمي، انطلقت بمختلف مناطق المغرب اللقاءات الإقليمية لمناقشة المشروعين وإغنائهما بآراء ومقترحات الاتحاديات والاتحاديين. وقد انعقد اللقاء الإقليمي لإقليم صفرو، الذي أطره الأخ عبد الكريم بن عتيق عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس لجنة المقرر التوجيهي والأخ أحمد العاقد عضو لجنة المقرر التوجيهي، بمقر البلدية بمدينة صفرو صباح يوم الأحد 16 أبريل 2017. وتميز هذا اللقاء بحضور وازن للمناضلات والمناضلين الذين مثلوا مختلف الفروع المحلية وحضور النائب البرلماني إدريس اشطيبي وخدوج اسلاسي الكاتبة الوطنية للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات ومحمد أوراغ الكاتب الجهوي للحزب والغازي بوهلالة الكاتب الإقليمي للحزب. انطلق اللقاء الإقليمي لإقليم صفرو بكلمة افتتاحية ألقاها الأخ الغازي بوهلالة الكاتب الإقليمي للحزب الذي رحب بالمشاركين وذكر بالسياق العام الذي يعرفه التحضير للمؤتمر الوطني العاشر الذي يتعبأ لإنجاحه مناضلات ومناضلو الإقليم بوصفه محطة تاريخية هامة في المسار الحزبي. على إثر ذلك، تقدم الأخ عبد الكريم بن عتيق، رئيس لجنة المقرر التوجيهي، بكلمة تأطيرية باسم المكتب السياسي للحزب ذكر خلالها بالأشواط التي قطعتها المؤسسة الحزبية في التحضير للمؤتمر الوطني العاشر للحزب مبرزا المقاربة التشاركية التي نهجتها القيادة الحزبية من أجل إشراك الجميع في مناقشة المشهد الحزبي والسياسي وتحديد التوجهات المستقبلية. واعتبر أن اللقاء الإقليمي فرصة لإشراك المناضلات والمناضلين في رسم توجهات الحزب، منوها بالتاريخ النضالي الحافل لأبناء الإقليم وما تتميز به منطقة صفرو من مميزات طبيعية وثقافية تساهم في إغناء الثروة الطبيعية والثقافية الوطنية. وقد شدد الأخ بنعتيق على ضرورة الإسهام في إثراء مشروعي المقررين التوجيهي والتنظيمي اللذين سبقا للجنة الإدارية للحزب أن صادقت عليهما بالإجماع خلال الاجتماع المنعقد ببوزنيقة يوم السبت فاتح أبريل 2017. وبعد تقييمه للوضعية السياسية والحزبية الراهنة، استعرض مضمون الوثيقة المتعلقة بمشروع المقرر التنظيمي الذي اعتبره نتاجا لمناقشات عميقة شاركت فيها طاقات وكفاءات حزبية تراهن على تطوير الأداء والاشتغال الحزبي. وبعد أن تعرض للمسار التاريخي ومختلف المحطات الحزبية وما عرفته من نقاشات تنظيمية، شدد على ضرورة مراعاة التحديات المتمثلة في التحولات الرقمية والثقافية ومعضلة التداخل السلبي بين العوامل الدينية والسياسية وإكراهات النخبة المجتمعية في النهوض بأدوارها التأطيرية المؤثرة، تطرق للمحاور المشكلة لمشروع المقرر التنظيمي، والتي نوردها في النقط التالية: تأهيل الأداء التنظيمي بناء على تحيين المشروع المجتمعي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وخطه السياسي، وبرامجه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لضمان التفاعل مع تحولات المجتمع المغربي ومحيطه الجهوي والدولي. الأخذ بعين الاعتبار الحاجيات المجتمعية الطارئة واستحضار الشروط العامة التي تؤثر في صناعة الرأي العام، وتوجيه السلوك السياسي والانتخابي للمجتمع. تطوير الممارسة الديمقراطية داخل المؤسسات الحزبية واقتراح الآليات التي من شأنها إشراك الجميع في التداول السياسي واتخاذ القرار الحزبي ؛ تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة من خلال اعتماد التعاقدات كأساس للممارسة الحزبية في احترام تام لما تنص عليه الأنظمة الأساسية للحزب ؛ تمكين الحزب من طرق ناجعة من أجل الانفتاح على الكفاءات والطاقات في مختلف المجالات لتقوية إشعاعه وتأثيره في الرأي العام ؛ اعتماد الأشكال التنظيمية الأكثر فعالية من أجل إشراك مختلف الفئات الحزبية، وخاصة المنتخبين والفاعلين النقابيين والمسؤولين الجهويين ؛ تأهيل وتقوية الهياكل والمؤسساتية الحزبية قصد الارتقاء بالفعل السياسي وتكريس مبادئ المسؤولية والالتزام والحكامة. بعد ذلك، تناول الكلمة الأخ أحمد العاقد، عن لجنة المقرر التوجيهي، ليستعرض المراحل التي قطعتها أشغال اللجنة ومختلف اللقاءات المحورية التي تم تنظيمها بمساهمة فعاليات حزبية متعددة المشارب والاهتمامات. كما استعرض المحاور الكبرى التي يتضمنها مشروع المقرر التوجيهي كما صادقت عليه اللجنة الإدارية في اجتماعها الأخير، وخاصة السياق الدولي والوطني وانعكاسات العولمة، والتوجهات الحزبية في الوضع السياسي الراهن، واستراتيجية العمل الحزبي وغيرها. وتطرق الأخ أحمد العاقد إلى الجوانب التالية: تشخيص الوضعية المجتمعية الحالية على مختلف الأصعدة: سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وتحليل مؤشراتها في تفاعل مع البعدين العالمي والجهوي ؛ فهم وتحليل التحولات الاجتماعية والثقافية للمجتمع المغربي في العقود الأخيرة سواء على المستوى الفكري والنفسي أو على المستوى السلوكي والقيمي ؛ مساءلة المشروع المجتمعي الحداثي المنشود في علاقته بقضايا الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية؛ مقاربة الملامح المستقبلية للمؤسسة الحزبية وأدوارها الجديدة على ضوء المستجدات الكونية والمحلية، وخاصة المتغيرات الاقتصادية والثقافية والرقمية ؛ صياغة الأسئلة الكبرى المرتبطة بالتحديات المطروحة على المجتمع، راهنا ومستقبلا، وتحديد رهانات التنمية والتقدم ؛ معالجة القضايا الحيوية لمغرب اليوم والغد مع بلورة الاختيارات الحزبية الأساسية في مجالات التربية والصحة والتشغيل والثقافة وغيرها ؛ تحليل منهجية وضع وتقييم السياسات العمومية بالمغرب والإسهام في اقتراح البدائل الكفيلة بتطوير تدبير الشأن العام الوطني؛ استعراض الأشكال الممكنة لتجديد وظائف الدولة والمؤسسة الحزبية ومكونات المجتمع المدني في محاربة التعصب الإيديولوجي والتطرف الديني والهشاشة. بعد استماع المناضلات والمناضلين للمداخلتين المتعلقتين بمشروعي المقررين التوجيهي والتنظيمي، تم فتح باب المناقشة حيث أبدى العديد من المتدخلبن ملاحظاتهم وآرائهم بخصوص المشروعين وعبروا عن وجهات نظرهم في الوضع السياسي والحزبي وآفاقه المستقبلية. وركزت المداخلات المقدمة على ضرورة المزيد من الاهتمام بالهياكل الحزبية الموازية في مختلف القطاعات الحيوية، وتشجيع الطاقات الحزبية واحتضان الكفاءات. كما ركزت على أهمية التكوين، خاصة الموجه للمنتخبين والنساء والشباب، وأهمية التواصل المستمر مع المواطنات والمواطنين، وتقوية البنيات التنظيمية والإعلام الحزبي. وبالإضافة إلى ذلك، دعت إلى إحداث مؤسسة فاعلة للعمل الجماعي لتتبع وتقييم اشتغال المنتخبات الاتحاديات والمنتخبين الاتحاديين ومواكبتهم من أجل تحسين تدخلاتهم والرفع من مستوى أدائهم. وقد أجمعت المداخلات على تثمين مشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الحكومة وتعيين مجموعة من الاتحاديين في المؤسسات الدستورية، معتزين بالمقاربة التشاركية والحوار الهادئ الذي لازم إعداد مشروعي المقررين التوجيهي والتنظيمي والمصادقة عليهما بإجماع أعضاء اللجنة الإدارية. كما تم الإعلان عن الرفض التام للتراجع عما تم الاتفاق عليه أثناء الاجتماعات التنظيمية والتشكيك في ما تمت المصادقة عليه، أو الخروج عن نطاق ضوابط المؤسسات الحزبية. وتم التعبير أيضا عن مؤازرة ودعم الأجهزة الحزبية الإقليمية والمنتخبين مناضلات ومناضلي الحزب للأخ الكاتب الأول إدريس لشكر والقيادة الحزبية من أجل إنجاح المؤتمر الوطني العاشر. مباشرة بعد مداخلات المشاركات والمشاركين في اللقاء الإقليمي، وقبل اختتام اللقاء من طرف الأخ النائب البرلماني إدريس اشطيبي، تناول الكلمة الأخ عبد الكريم بن عتيق، عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس لجنة المقرر التوجيهي، لينوه بالآراء والملاحظات المعبر عنها في جو من المسؤولية والهدوء، مؤكدا أن المشهد السياسي الراهن يدعو كافة المناضلات والمناضلين إلى التعبئة الجماعية واستشراف المستقبل عبر تركيز الاهتمام على حزب الغد وأدواره ووظائفه. ودعا الاتحاديات والاتحاديين إلى رفع التحديات للانخراط في معركة الديمقراطية والتنمية والكرامة التي يقودها جلالة الملك المصلح الوطني. كما حث المناضلات والمناضلين على الاستفادة من تجارب الماضي والعمل بشكل جماعي من أجل تعبئة المجتمع وتحصينه ضد استعمال المال واستغلال الدين والعمل الإحساني. وأعلن الأخ بنعتيق، في الأخير، أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العاشر ستأخذ بعين الاعتبار ما ورد في المداخلات المقدمة وسيتم تضمين الاقتراحات في مشروعي المقررين التوجيهي والتنظيمي.