التأمت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العاشر يوم السبت 11 فبراير 2017 في أول اجتماع لها بعد الدورة العادية للجنة الإدارية والمجلس الوطني، للحزب المنعقد مؤخرا، بهدف إعطاء الانطلاقة لأشغال اللجنة التحضيرية واللجان المتفرعة عنها. وما ميز انطلاقة أشغال اللجنة التحضيرية، المشكلة من أعضاء اللجنة الإدارية والمجلس الوطني والفعاليات المدعوة لعضويتها هي الكلمة التوجيهية التي ألقاها ادريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، التي ذكر فيها بقرارات اللجنة الإدارية التي صادقت على المقرر التنظيمي المتعلق بالدعوة لعقد المؤتمر الوطني العاشر للحزب أيام 19 و 20 و 21 ماي 2017 ببوزنيقة كما صادقت على تعديل المواد 128 و129 و133 من النظام الداخلي للحزب لتتلاءم مع مقتضيات النظام الأساسي، وتم الإعلان من خلالها عن تشكيل اللجنة التحضيرية أدبيا وتنظيميا ولوجستيكيا لعقد المؤتمر وضمان الشروط الكفيلة بإنجاحه، وفوضت للمكتب السياسي اتخاذ التدابير اللازمة، ومنها المصادقة على لائحة الفعاليات التي يقترح الكاتب الأول إضافتها للجنة التحضيرية في حدود 10% من عدد أعضائها المنتمين للجنة الإدارية والمجلس الوطني للحزب. وفي معرض كلمته، تطرق الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية للتوصيات الموجهة إلى اللجنة التحضيرية قصد الاشتغال عليها والمتمثلة في: أولا، صياغة تقرير توجيهي لدراسة وتحليل التحولات المجتمعية وتأثيرها محليا وجهويا وعالميا، والتفاعل مع الأسئلة العميقة المرتبطة بالاختيارات السياسية والاقتصادية والثقافية التي من شأنها تعبئة المواطنات والمواطنين حول المشروع التقدمي. ثانيا، بلورة تقرير تنظيمي حول المبادئ والأنظمة والقوانين والمساطر التي تعتمدها المؤسسة الحزبية لجعلها متلائمة مع قواعد الديمقراطية والحكامة والشفافية،ولجعل العضوية الحزبية ومختلف الهياكل والأجهزة والتنظيمات مستندة إلى حقوق وواجبات واضحة. ثالثا، إعداد الشروط المادية واللوجستيكية الضرورية لإنجاح المؤتمر، سواء على مستوى استضافة المؤتمرات والمؤتمرين والضيوف، أوعلى مستوى إنجاز الإجراءات المواكبة في الظروف والآجال المناسبة. في السياق ذاته، أكد لشكر خلال كلمته على أهمية حدث المؤتمر الوطني العاشر للحزب، باعتباره حدثا سياسيا كبيرا في المسار التاريخي للحزب وما راكمه من نضالات وتضحيات جسام، من أجل تعزيز التوجه الديمقراطي، وتقوية البناء المؤسساتي، وإقامة منظومة مجتمعية قائمة على المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية، وباعتباره أيضا فضاء جماعيا للاتحاديات والاتحاديين للتفكير السياسي الرصين، وإنتاج الأفكار السياسية ذات البعد الاستراتيجي، سواء على مستوى تأمل الذات الحزبية أو على مستوى معالجة التحديات المجتمعية الكبرى، أوعلى مستوى تقديم البدائل والحلول الناجعة. أبرز لشكر –أيضا- أن محطة هذا المؤتمر مناسبة لإثارة الأسئلة العميقة المرتبطة بطبيعة التوجهات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتهاد في تقديم أجوبة مقنعة، في إطار تصور اشتراكي ديمقراطي متماسك، لما تطرحه مختلف قضايا المجتمع والمرحلة الراهنة والمقبلة، مضيفا في الوقت نفسه، أن هذه المحطة فرصة سانحة لإعادة النظر في الاشتغالات الفكرية والسياسية والتنظيمية، وتجديد أشكالها النظرية والعملية، وفق رؤية حداثية تمكن من المواكبة الإيجابية للمستجدات المجتمعية والتحولات القيمية. ويمكن لكافة الاتحاديات والاتحاديين أن يجعلوا من هذا المؤتمر محطة تاريخية، لتدعيم المبادرات الحزبية بوعي نقدي، يهدف إلى المساهمة في استعادة عنفوان المؤسسة الحزبية، والتأسيس لمرحلة جديدة قائمة على التوحيد والوفاء والرؤية الاستشرافية للمستقبل. واعتبر الكاتب الاول للحزب السياق واللحظة الراهنة محطة تاريخية ليس فقط على مستوى المستجدات الطارئة بعد الانتخابات الأخيرة، والأزمة التي تعرفها المشاورات الحكومية، ولكن أيضا لأن أسئلة ضاغطة وملحة تطرح على حزبنا، منها ما يتعلق بالذات الاتحادية وما عانته في العقود الأخيرة، أسئلة حول ممارستنا ومنظوماتنا الفكرية. والسؤال المطروح اليوم ، يضيف الكاتب الأول،هو إلى أين نسير كمجتمع أولا، وكدولة واقتصاد ثانيا، فنحن مطالبون بالتعاطي مع العمل السياسي بحنكة وعزم من أجل استعادة المكانة المعنوية للحزب. وشدد الكاتب الأول إدريس لشكر على أن برنامج التحضير للمؤتمر الاتحادي، ينبغي أن يقوده هدف انبعاث المشروع الاشتراكي الديمقراطي الذي تعرض لهجمة قوية من التوجه الرأسمالي ومن قبل القوى المحافظة والرجعية، موضحا في هذا الصدد أن المشروع يقوم على تقوية التماسك الثقافي، والبعد الجهوي، وتسخير أنماط التواصل والإعلام الجديدة، والقضية النسائية في قلب صراع المشاريع المجتمعية، ثم إدماج الشباب في الفعل السياسي والمجتمعي. في السياق ذاته، أبرز لشكر أن حزب الاتحاد الاشتراكي حزبٌ اشتراكي وديمقراطي، قيمه التكوينية هي: التضامن والتكافل والعدالة الاجتماعية القائمة على إنتاج الثروات في إطار التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن اتحاد الغد، يستدعي اعتماد قيادة جديدة، قادرة على استعادة المبادرة لانبعاث المشروع الاشتراكي الديمقراطي، مبرزا في هذا الاطار « لأننا دائما في محطات مؤتمراتنا نجد أنفسنا أمام سؤال تقييم الحزب والنقد الذاتي». وذكر الكاتب الأول بمحطات المؤتمرات الوطنية الحزبية السابقة بدءا من1962 إلى المؤتمرين السادس والسابع اللذين أديا إلى تقاطع السياسي والتنظيمي، ولم يحسم في هذا التقاطع، ما أدى إلى تفجيرمشروعية القيادة، وطرح موضوع التجديد الهيكلي لنمط تدبير شؤون الحزب وخطه السياسي، والذي استمر إلى اليوم، حول الموقف من المؤسسات والدخول للحكومة من عدمه. وأشار الكاتب الأول في الصدد عيْنِه، إلى أن الاتحاد في كل هذه المحطات، أدى بشكل أو بآخر، ثمن المكاشفة غاليا، حيث يظهر أن الاتحاديات والاتحاديين يقومون بذلك التمرين لأول مرة، ناسين أو متناسين تراكمات النقاش الحاد الذي صاحب كل المؤتمرات. وشدد الكاتب الأول، على أن في هذه المحطة «لسنا بصدد هدم كل شئ لإعادة بناء كل شئ. فنحن بصدد صياغة أجوبة عن أسئلة تطارد كل مناضل، في مختلف المواقع التنظيمية والسياسية والاجتماعية، لذلك لا يتعين أن يتحول الأمر إلى موضوع شقاق وتنافر، بل على العكس، نحن ننشد ملامسة الواقع الحزبي من منظور تقريب الرؤى ورصّ الصفوف، لأن المؤتمر، هو لحظة التعبير الحر، والملتزم ،والاختلاف الايجابي، وليس المدمر، وفرصة التقوية والتلاحم . وما هو مطروح علينا اليوم ، يردف لشكر،هو العمل على هيكلة اللجنة التحضيرية، كي تكون في أتم الاستعداد للإعداد الجيد للمؤتمر الوطني العاشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية . و على هذا الأساس، يجب أن تهيكل اللجان بالإضافة إلى رؤسائها وانتخاب نائبين للرئيس ومقررين، هؤلاء هم الذين سيشكلون سكرتارية اللجنة التحضيرية. ومن المهم الإشارة إلى أن قيادة الحزب اليوم مسؤولة حتى تقديم استقالتها في المؤتمر العاشر، وستشتغل مع اللجنة التحضيرية للمؤتمر . وفيما يتعلق بالجدولة الزمنية لعملية التحضير، اقترح إدريس لشكر أن يخصص الأسبوعان الأولان للمناقشة ، والأسبوعان المواليان لصياغة أوراق المؤتمر،على أن تشرع اللجنة التحضيرية في مناقشة مشاريع هذه الأوراق المعدة على مستوى الجهات و الأقاليم، لجعلها في صورة العمل المنجز، وكذا العمل على تضمين اقتراحاتها الفعالة للمشاريع المقترحة ..وللإسراع بإنجاز هذه المهمة، دعا كافة الاتحاديات والاتحاديين للانخراط المكثف في التحضير الجيد، خاصة على مستوى مشاريع المقررات، وضبط اللائحة النهائية للمؤتمرين، قبل الموعد المحدد للمؤتمر الوطني العاشر، قصد ضمان السير العادي للمؤتمر، تتويجا للمرحلة، وانتقالا إلى أخرى يسطرها الاتحاديات والاتحاديون. بعد انتهاء الجلسة العامة للجنة التحضيرية، انطلقت اشغال اللجان المتفرعة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العاشر بعد هيكلتها كالتالي: لجنة اللوجيستي رئيس اللجنة : محمد محب نوابه: فتيحة سداس، عبد لله صيبري المقرر: محمد زواني نوابه : فنيدة اوبنعيسى ، خليل علا لجنة المقرر التنظيمي رئيس اللجنة : مصطفى عجاب نوابه: سعيد العزوزي، نوفل بلمير المقرر: عبد اللطيف بوحلتيت نوابه : لحبيب العزوزي، جواد رسام لجنة المقرر التوجيهي رئيس اللجنة : عبد الكريم بنعتيق نوابه: رشيدة بنمسعود، عمر بنعياش المقرر: بنيونس المرزوقي نوابه : عائشة زكري،عبد السلام الموساوي