بعدما اعتقد الكل أن تداعيات الصراع القائم بمؤسسة روح فاس قد تلقي بظلالها على فعاليات الدورة 23 لمهرجان العالمي للموسيقى الروحية، وجه ولي جهة فاسمكناس ومدير مؤسسة روح فاس يوم الخميس الماضي دعوة إلى مختلف فعاليات الجهة من سلطات محلية ومنتخبين ورجال أعمال وإلى مكونات قطاع السياحة بالجهة لحضور عرض برنامج الدورة، وذلك بفندق ماريوت – جنان بلاص فاس. عرض بالصوت والصورة حول ما تزخر به الجهة من موارد طبيعية، أبرز من خلاله عبد الرفيع زويتن رئيس مؤسسة روح فاس ومهرجان الموسيقى الروحية، كون الماء، كشعار لهذه الدورة، مصدر للحياة ورمز النقاء في المقدس العالمي، وهي دعوة أيضا لتقدير واحترام الأرض، على اعتبار أن هذا الاختيار يعكس الحاجة الملحة لتحسيس أكبر عدد ممكن من شعوب العالم بالإشكاليات الإيكولوجية التي تهدد كوكب الأرض والبشرية جمعاء، بحيث حث العالم على التصالح مع البيئة والتعبئة من أجل خلق محيط بيئي نظيف للأجيال القادمة ولكوكب الأرض، تماشيا مع توصيات مؤتمر "كوب 22" المنعقد مؤخرا بمدينة مراكش، والذي ركز على الماء كرهان أساسي. فرصة تم من خلالها تسليط الضوء على برنامج الدورة التي ستنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، التي ستحتضنها الحاضرة الادريسية، خلال الفترة الممتدة ما بين 12 و 20 ماي المقبل، تحت شعار "الماء و المقدس"، والتي سيتم خلالها الاحتفاء وتكريم الفن الصيني الأصيل، وذلك من خلال تقديم باقة من الرقصات الصينية التعبيرية الأصيلة، على غرار الدورة السالفة التي عرفت تكريم الموسيقى الهندية. وأوضح عبد الرفيع زويتن في مداخلته، أن مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، الذي صنف من قبل منظمة الأممالمتحدة في عام 2001، من بين التظاهرات الكبيرة والمهمة التي تساهم في حوار الحضارات، يجمع ثلة من الفنانين والمبدعين العالميين من جميع بقاع العالم لتقاسم البحث عن المقدس، حيث يعرف مشاركة 150 فنانا وفنانة أبرزهم، مارك فيلا في يوم 13 ماي، وإيريك بيب والذي سيشارك في المهرجان في يوم 15 ماي، وتازيري يوم 16 ماي، وياسمين حمدان يوم 17 ماي، قبل أن يختتم المهرجان سهراته في 20 ماي بسهرة تحييها الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي. وتسعى روح فاس خلال حفل الافتتاح تقديم عرض يحمل عنوان "روح فوق الماء"، التزاما بمبادئ البيئة، من إعداد وإخراج المدير الفني، آلان فيبر، وتلحين قائد الأوركسترا رمزي أبو رضوان. كما تتميز هذه الدورة بالعروض الفنية والجلسات العلمية التي تتوزع على 3 لوحات إبداعية و43 عرضا وحفلا موسيقيا بالإضافة إلى 3 عروض سينمائية و3 جلسات في قراءة الموسيقى ثم 3 ليلي داخل أسوار المدينة العتيقة. للإشارة، يعتبر مهرجان الموسيقى الروحية أحد أهم مهرجانات الموسيقى الروحية على النطاق العالمي ويعقد بصورة منظمة في مدينة فاس في المغرب، يستدعى له أشهر المغنين وفرق الموسيقى الدينية والروحية من شتى بقاع العالم وفي أشهر المواقع التاريخية لفاس مثل "باب المكينة" و"متحف البطحاء" …..، وذلك من أجل بلورة ثقافة الانفتاح والحوار بين الثقافات والتخاطب بين ثنايا الكلمات، من الروح إلى الروح، بحيث اكتسبت مدينة فاس نتيجة لتنظيمها هذا المهرجان شهرة واسعة كمدينة للصداقة والتعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود، معتبرة، أن تاريخ الحوار بين الأديان المستمد من عبق الحضارة الأندلسية شكل المرجع بالنسبة لمنظمي المهرجان، الشيء الذي دفع بالمسؤولين تمكينه من كل الدعم وإعادة فيه الروح من جديد حتى يبقى وفيا لأهدافه….