في ندوة صحافية للمكتب المسير للفريق المراكشي: العجز المادي والعزوف الجماهيري وتغيير المدربين والتشويش على الفريق، هي المبررات التي قدمها الرئيس محسن مربوح في أعقاب الندوة الصحفية، التي اتضح منذ بدايتها غياب الانسجام والتفاهم بين الرئيس ونائبه فؤاد الورزازي، فضلا عن تطفل الكاتب العام وفضوله، في محاولة منه الركوب على الحوار، وأحيانا مقاطعة بعض الصحفيين أثناء استفساراتهم. كما رفض مربوح الاعتراف بسوء تدبيره للمرحلة، التي قضاها حتى الآن على رأس العارضة التسييرية للكوكب، معتبرا حصيلته إيجابية، وأن العجز المالي التي تعانيه خزينة الفريق هو تراكم لديون قديمة للمكتب السابق، محملا جميع فعاليات المدينة، وعلى الخصوص عزوف الجماهير المراكشية، التي غابت بشكل كلي عن المدرجات، معتبرا ذلك خيانة في حق فريق بحجم الكوكب. واعتبر مربوح أن العودة إلى ملعب الحارثي، وتحويل الفريق إلى شركة مساهمة، هما الكفيلان بإنقاذه من الأزمة وعودة النتائج الإيجابية، على اعتبار أن تكاليف الملعب الكبير تحمل الفريق أعباء مالية كبيرة، مشددا على ضرورة التريث حتى نهاية الموسم لأجل محاسبته. كما دعا من أسماهم «التماسيح والعفاريت» ورفض الإفصاح عن أسمائهم بالابتعاد عن محيط الكوكب المراكشي، وعدم التشويش على مكوناته، مؤكدا على أنه تم فتح حساب مالي رابع باسم الفريق، ومنح تفويض لنائب الرئيس «الورزازي» لتمكينه من تدبير ما تبقى من مباريات الموسم الحالي. واتضح من خلال تصريحات مربوح أنه دائما يحاول الهروب إلى الأمام، وأدى به الأمر إلى قمع أحد الزملاء ورفضه الإجابة عن سؤاله وعدم فتح المجال له لإلقاء كلمته. الرئيس المنتدب فؤاد الورزازي كان في تصريحاته أكثر واقعية وعقلانية، واعترف بفشل المنظومة الحالية في تسيير الكوكب، بدليل تخبطه منذ مدة طويلة في دائرة النتائج السلبية، وعدم قدرته على مواكبة التغيرات التنظيمية وملاءمته للقوانين الجاري بها العمل، مؤكدا على وجود مشاكل كثيرة داخل الكوكب وخروقات تسييرية ومالية لا يعيها الكثيرون، وأن الأزمة هي العنوان السائد في الكوكب خلال العشرية الأخيرة، في حين تبقى ومضات الفرح استثناءا، وأن هناك عدم توازن في ميزانية الفريق جعل الديون تتراكم وتنعكس سلبا على المؤدى الإجمالي. كما أوضح الورزازي أن مشكل التسيير بالكوكب مرده إلى كون منظومة الفريق لا تؤمن بتجديد الأفكار وضخ دماء جديدة تساهم بالفكر التسييري ووضع الاستراتيجيات لإخراج الفريق من أزماته، وحسن التدبير، بل هناك فقط الإيمان بالمناصب والكراسي، وقال: «الكل يريد التسيير بالكوكب، ولا أحد يقدر على ذلك». وحول منحه تفويض تدبير ما تبقى من مباريات الموسم، اعتبر الورزازي نفسه أكثر خبرة وممارسة، وأنه يعتمد وتيرة أسرع في العمل مما هو عليه الحال بالمكتب المسير الحالي، مؤكدا على أنه تم تجديد الثقة في المدرب أحمد البهجة كربان للفريق، داعيا فعاليات النادي، والجمهور، والسلطات المحلية، إلى وضع اليد في اليد، وتضافر جهود الجميع، لإخراج الفريق من عنق الزجاجة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإحياء الروح فيه لضمان البقاء. وأكد مربوح في السياق ذاته أن الديون المتراكمة على الكوكب بلغت حسب قوله ما يناهز مليار وأربعمائة مليون سنتيم، بما فيها مستحقات شركة صونارجيس. مشيرا إلى أن الكوكب لازال ينتظر الإفراج عن منحتي المجلس الجماعي والجهة ومنحة الكاف. كما أن «المستشهرين لم يوفوا بوعودهم، ولم نتسلم لحد الساعة أي مبلغ، ما عدا شركة مراكشية محتضنة منحتنا عشرين في المائة من المبلغ المتفق عليه، وهناك شركة تنوي الدخول في استثمار بالكوكب بقيمة خمسة ملايير في حالة انعتاقه من النزول، وفي حالة إذا ما تم ذلك فإنه لا بد من تغيير الوجوه التي ستشرف على تدبير وتسيير الفريق». بدوره قال أحمد البهجة إن النتائج السلبية التي حصدها الفريق هي وليد عياء اللاعبين، وتذمرهم جراء المشاكل، زيادة على عدم الراحة الكافية لهم، بعد نهاية بطولة الموسم الماضي حيث لعبوا إقصائيات كأس الكاف والبطولة والكأس، لكن مؤخرا يقول البهجة «لمست فيهم روح المسؤولية والحماس وهذا ما تبين لي في الوديتين ضد مولودية مراكش ورجاء بني ملال». وخلص البهجةإلى أنه لا خوف على الكوكب من النزول « سأنقذه إذا ما تعاون معي الجميع». والخلاصة التي خرجنا بها من هذه الندوة أنها شبيهة بمسرحية هزلية زاغت عن السياق، كما اتضح أن ودية الكوكب ضد فريق مازبمي لم يعلم بموعدها المدرب أحمد البهجة، وتفاجأ بعدما سمع بالخبر في ذات الندوة، وقال بنكهته المراكشية «هاد الشي ما فراسي !!». يشار إلى أن الكوكب المراكشي يحتل المرتبة 14 في ترتيب الدوري المغربي برصيد 19نقطة، بفارق نقطة وحيدة عن المرتبة ما قبل الأخيرة والمؤدية إلى القسم الثاني.