في حروب الإسبان في المغرب ضد قبائل الريف خلف إلقاء القنابل من الطائرات نهاية حرب سريعة، وذلك عبر محاولة تفجير القرى، شبه الواحات في المنحدرات الصخرية الجافة والمناطق الجبلية. هكذا هو رأي منافسة ألمانيافرنسا، من خلال المناورات الدبلوماسية، الحيل القانونية و المبادرات المالية حاولت الحكومة في باريس، وقف مشروع ما نسمان. الى جانب إمتيازالمناجم إكتسب الأخوان الماهران مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، حيث أقاموا مزارع كبيرة، دور للتجارة، مؤسسات صناعية ، ومقاولات للنقل. المؤسسات تدار عبر عشرات من الشركات الأحادية، يوجه المشروع من طرف شركة ما نسمان المغرب في هامبورغ. الجريدة الباريسية «للبرتي» كتبت في نوفمبر سنة 1916: «الألمان أقاموا في المغرب كأنهم في وطنهم ، هكذا، حين إندلعت الحرب، إحتلوا هناك بالفعل وضعا مهددا. فقد إستولوا على التجارة، ووفروا لأنفسم أراضي هائلة و إمتيازات منجمية. عائلة وحدها يمكن أن تفتخر، بإمتلاك ثمن ثروة المغرب.» ( 32) جشع التطلع إلى ثروة المغرب وإلى السيطرة الإقتصادية و السياسية جمعت بين أزمتين عالميتين ودفعت بأوروبا لأول مرة إلى حافة حرب عالمية. برلين حاولت عبر بارجة سياسية (هكذا هو عنوان كتاب) التدخل في «الحرب من أجل المغرب» و إلحاق هزيمة بفرنسا. سنة 1905 سافر القيصر فيلهم الثاني شخصيا إلى طنجة ؛ سنة 1911 بعث بارجة « الفهد» بمدافعها إلى أكادير. في زيارة طنجة أكد فيلهم إستقلالية المغرب؛ أراد التفاهم مع السلطان مباشرة حول الإهتمامات الإلمانية. «لا تدعوا الفرنسيين يتطفلون» (33)، أوضح القيصر في كلمة في المفوضية الألمانية، بعدها طاف راكبا على فرس بربري عبر ضجيج وضيق مدينة طنجة القديمة. فقد أحست فرنسا وايضا إنكلترا أنه قد أغلض لهما القول (34) . لكن كل تحركات قوة القيصر الكبيرة لم تفد في الأخير شيئا؛ كان على برلين أن تخفف من غلوائها. لكن المسؤولين أقسموا بعزم على ، أنهم في المرة القادمة سيلجأون إلى السلاح . بعد إنسحاب المانيا بقي الأخوان ما نسمان وحدهما معتمدان على نفسهما في الدفاع عن حركة مقاولاتهما المغربية. في برلين كان لا يزال سنة 1926 الإحساس بتأنيب الضمير، كما أبانت عنه وثيقة مجلس وزارة الخارجية: «ما نسمان أوعز إضافة إلى ذلك في السنوات التالية منذ 1906 من طرف القيصرية وفي صيغة واضحة ومثيرة ، بالعمل الإلتزامي في المغرب الفرنسي الإسباني وفي منطقة طنجة القديمة. فلقد قام بتطبيق ذلك عبر وسائل كبيرة. لكن القيصرية بعد ذلك ولأسباب سياسية تخلت عنه.» (35) الصراع الدولي للسيطرة علي المغرب سوي بالتعويض : بالنسبة للقيصرية الألمانية كان لها قطعة أنكولا، إنكلترا وايضا إيطاليا حصلا من قبل حيث لم يحركا ساكنا مطلق الحرية في مصر بالمناسبة في ليبيا. هوامش: 32 المصدر السابق، ص 37. 33 يونكي، فيلهم الثاني ، ص 73. 34 المصدر السابق. 35 المجلس الوزاري بتاريخ 5.2.1926، وثائق الديوان القيصري. المجلد، 8 ص. 1080، وما بعدها