في حروب الإسبان في المغرب ضد قبائل الريف خلف إلقاء القنابل من الطائرات نهاية حرب سريعة، وذلك عبر محاولة تفجير القرى، شبه الواحات في المنحدرات الصخرية الجافة والمناطق الجبلية. لم يكن لأي قوة أجنبية حتى الأن أكثر من مفوضية دبلوماسية أو إقامة تجارية في البلد الصعب المنال ، بإستثناء إسبانيا ، التي إحتفظت بخمس قواعد (Presidios) أمام و على ساحل البحر الأبيض المتوسط منها لأكثر من 400 سنة ، من بينها مدن سبتة و مليلية. البريزيدوس كانوا هم المكاسب الإقليمية الوحيدة لطموحات إسبانيا التي تعود حتى القرن الثالث عشر في شمال إفريقيا. مباشرة بعد نهاية سيادة المورسكيين على الجزيرة الإيبيرية تم إحتلال مليلية سنة 1497.وسنة 1668 تم إحتلال سبتة ، التي كانت البرتغال تحتلها من قبل. «فكرة الإنتقام»، هكذا يفسر العالم الإسباني والسياسي سلفدور مدارياجا نواة هذه السياسة ، « نقل الحرب من إسبانيا إلى المغرب ، بعدما طرد المورسكيون من الجزيرة الإيبيرية، كان رد فعل طبيعي (29)» . أثناء فترة التحول إلى القرن العشرين بدى الزمن ناضجا لمواصلة هذا الإنتقام الناجح . في نفس الوقت رأت إسبانيا الفرصة ، بعد خسارة بقية مستعمراتها الأمريكية ايضا الفلبين (1898 في الحرب ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية ) للإحتفاظ كذلك بأكثر من قدم فوق أرض مستعمرة هامة. في الواقع فقد تعززت فرنسا عبر الإتفاق الودي التي أكدته بريطانيا منذ قليل ، أنها تريد ضم السلطنة وحدها ، هكذا حتى يمكنها إقامة مسالك رابطة نحو مستعمرتها وسط أفريقيا و موقعها الإستراتيجي في البحر الأبيض المتوسط . لكن تحت ضغط لندن كان على فرنسا السماح ، لإسبانيا كمشاركة فتية في المشروع. البريطانيون لا يريدون قوة كبيرة، كذلك و لا حتى حليف الإتفاق الودي ، مقابل مكان تواجد موقعها الإستراتيجي جبل طارق . إسبانيا ، ذات الحق القديم ، الذي يجب إعتباره ، كانت في ذلك الوقت هي الحاكم. دور ألمانيا فعلا لم تكن مدريد وباريس مرشحي المغرب الوحيدين. مدعوما من الحكومة الأمبراطورية في برلين تقدم سنة 1906 سليل الأخوين ما نسمان بفكرة ، أن السلطنة بترخيصها شبكة من المناجم ، تحصل علي مراقبة شركات التجارة و المقاولات الإقتصادية . هذا التسلم الإقتصادي بدأ أصيلا برحلة شهر العسل ، حيث كان فيه على المهندس المصنعي و المشارك في إختراع الأنابيب الفولادية دون لحام راينهارت ما نسمان، إكتشاف الثروة المعدنية الهائلة في المغرب . كما جاء في الوصف البريئ فعلا لإبن أخيه كلاوس هربرت في أطروحته الفورسبوركية لسنة 1931، (30) توفق المدير الصناعي الناجح بكثير من المهارة و الإنفعال في العالم الإسلامي ، الى إكتساب ثقة السلطان والحصول على ضمان الترخيص ب 2027 منجم في كل البلاد. فثقل وزن مشروع التنقيب الموجود في الشمال ، في الريف، حيث يخمن وجود أهم صخور الحديد الخام. غير الحديد الخام الخالي من الفسفاط و ذو الدرجة الرفيعة كان هناك ايضا النحاس، الرصاص، الزنك، الفضة ، الفحم القليل نسبة الكبريت ، النفط و الذي أكتشف من طرف ما نسمان هو إحتياطات كبيرة من الفسفاط . فيما يتعلق بالموضوع هنا في نهاية الأمر، أوضحه بالتحديد إبن الأخت كلاوس هربرت: «الذي يسيطر على وضع المغرب ، يمكنه الفوز في معركة التواجد ايضا على الزمن في المدى البعيد، والدولة، التي تستطيع جعل المنتمين إليها في وضعية الإستقلال عن الممتلكين لبقية الإحتياطات الرئيسية هذه فالمواد الخامة هي هامة للحياة الإقتصادية العصرية سوف يمكنها دون ريب تحقيق قفزة هائلة أمام منافسيها في مجال الإقتصاد العالمي». (31) هوامش : 29 المصدر السابق ص ، 168 ، الأمام 30 مانسمان، المقاولات، ص، 8 31 المصدر السابق، ص ، 10