أعلنت شركة الخطوط الملكية المغربية أمس أنها حققت في 2013 أرباحا تشغيلية بقيمة 789 مليون درهم، بزيادة 10% مقارنة مع العام السابق ، وهو مستوى قياسي لم يسبق للناقلة الوطنية أن بلغته طوال العشرين عاما الماضية. وقال ادريس بنهيمة، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، خلال مؤتمر صحفي خصص لعرض النتائج السنوية، إن الاصلاحات الهيكلية التي شهدتها الشركة بدأت تؤتي ثمارها حيث تمكنت من جني أرباح صافية قدرها 168 مليون درهم علما بأن الناتج الصافي كان سلبيا خلال 2012 . وعزا بنهيمة النتائج الجيدة التي حققتها الشركة إلى الجهود التي بذلت على مستوى إعادة الهيكلة العميقة وترشيد النفقات والتحكم في تكاليف الاستغلال، وهو ما مكن «لارام» من الحفاظ على توازنها المالي على الرغم من البيئة الاقتصادية الصعبة التي انعكست على القطاع واحتدام المنافسة التي عرفت بدورها أعلى مستوى لها في تاريخ الطيران في المغرب، حيث سجل العرض المقدم في المغرب رقما قياسيا تجاوز 11 مليون مقعد، أي بزيادة قدرها 22% مقارنة مع عام 2012 . كما سجلت في هذا السياق العودة القوية لشركات التكلفة المنخفضة «اللوكوست»، والتي ارتفع عرضها بنسبة 25% مقارنة مع العام السابق، ونفس منحى الارتفاع سجلته شركات الخطوط الجوية المنتظمة والتي زاد عرضها بحوالي 17% ، لذلك، فقد تراجع رقم معاملات «لارام» بحوالي 3% مقارنة مع 2012 ليستقر في حدود 13.3 مليار درهم، ضمنها 12.4 مليار درهم متحصلة من أنشطة النقل، بينما ارتفعت إيرادات الأنشطة غير المتعلقة بالنقل بما يزيد عن 954 مليون درهم. وقال بنهيمة إن الخطوط الملكية المغربية نقلت سنة 2013 ما يناهز 6 ملايين مسافر بانخفاض معدله 3% مقارنة مع عام 2012، وعزا ذلك أساسا إلى انخفاض بنسبة 13% في الرحلات المباشرة، أي من نقطة إلى نقطة، وهو ما جاء نتيجة للانسحاب التدريجي من هذا النوع من الرحلات المسطر عليه في عقد البرنامج الذي يربط لارام مع الدولة. بينما عرفت حركة النقل في محور مطار الدارالبيضاء، نموا بنسبة 1% ويرجع ذلك أساسا إلى الانتعاش الذي تعرفه حركة المرور نحو وجهة أمريكا الشمالية. وعلى الرغم من الانخفاض الذي شهدته حركة النقل الجوي، فقد تمكنت الخطوط الجوية الملكية من الحد من ضغوط المنافسة من خلال الجهود التي بذلتها على مستوى خفض التكاليف. كما أنها سجلت نتائج مرضية في الأسواق الرابطة بين أوروبا والدارالبيضاء وأوروبا وأفريقيا. وقد بلغت حصتها في السوق 53% في أسواق أوروبا والدارالبيضاء، على الرغم من الفورة الهائلة لشركات اللوكوست خلال الصيف الماضي. وتحدث بنهيمة، بافتخار، عن الدور الذي تلعبه شركة الخطوط الملكية المغربية في الاقتصاد الوطني، مؤكدا أن الشركة التي كانت إلى وقت قريب تجتاز أوضاعا عصيبة، قد تمكنت من العودة شيئا فشيئا إلى توازنها المالي، واعتبر أن الخطوط الملكية المغربية هي شركة الطيران الوحيدة التي تدفع ضرائبها بشكل صحيح، حيث أنها تؤدي سنويا مبلغ 400 مليون درهم من الضرائب لخزينة الدولة. كما أن لارام هي الشركة الوطنية الأكثر جلبا للعملة الصعبة بالنظر إلى حصة كل راكب مقارنة مع أي شركة طيران أخرى، حيث يصل المبلغ الصافي من العملة التي تدخل عن طريق لارام إلى السوق المغربية بعد استخلاص جميع المصاريف 2.5 مليار درهم سنويا، وهو ما يعادل حوالي 400 درهم لكل راكب.