تم في آخر لحظة إلغاء الجلسة التي كان من المقرر أن تنعقد في إطار لجنة المالية مع كل من وزير النقل عزيز الرباح وادريس بنهيمة رئيس «لارام»، ورجحت بعض المصادر أن سبب الإلغاء هو غياب التنسيق بين الحكومة والبرلمان، حيث صرحت لنا مصادر من داخل اللجنة أنه لم يكن لديها أي علم بتاريخ الجلسة، فيما أكدت مصادر من داخل وزارة النقل أن التاريخ كان محددا لأمس وأُخبر به الحبيب الشوباني وزير العلاقات مع البرلمان منذ مدة. إلى ذلك، كشفت مصادر رفيعة مقربة من شركة الخطوط الملكية المغربية، أن النتائج المالية غير المسبوقة المنتظر تحقيقها خلال العام الجاري ستمكن «لارام» من تفادي اللجوء إلى سيناريو بيع جزء منها إلى شريك أجنبي أو طرح جزء من رأسمالها في البورصة . وأوضحت ذات المصادر ل «الاتحاد الاشتراكي» أن الحسابات المالية للخطوط الملكية المغربية سجلت إلى غاية الشهر الماضي، نتيجة استغلال تفوق 800 مليون درهم بعد سنتين متواليتين من الخسارات الفادحة على هذا المستوى، ناقص 500 مليون درهم . كما توقعت مصادرنا أن تفوق الأرباح الصافية للشركة لأول مرة خلال أزيد من 10 سنوات 100 مليون درهم، وهو مؤشر على عودة الدفء إلى الخزينة المالية للشركة بعد مراكمة العديد من النتائج السلبية. وبعد ضخ 1600 مليون درهم لدخول صندوق الحسن الثاني في رأسمال الشركة، كان من المنتظر حسب عقد البرنامج الذي وقعته الدولة مع الناقلة الوطنية في شتنبر الماضي، ضخ 1200 مليون درهم إضافية خلال سنتي 2013 و 2014 إما عن طريق البورصة أو عن طريق بيع جزء من الشركة لشريك استراتيجي، والحال أن تحسن النتائج المتوقعة لسنة 2012 سيعفي من اللجوء إلى أحد هذين الخيارين مع العلم أن النتائج المسجلة حتى متم يونيو الماضي مكنت من توفير 600 مليون درهم ، أي أنه بهذه الوتيرة يمكن جمع المبلغ المطلوب دون الحاجة لفتح رأس المال. وعزت مصادرنا هذه النتائج السريعة التي ظهرت على حسابات الشركة إلى ترسانة من الإجراءات التقشفية التي شرعت فيها الإدارة منذ شهور، والتي تصب كلها في تقليص التكاليف عبر ترشيد استهلاك المحروقات وتقليص تكاليف التسويق، والتحكم في النفقات التشغيلية الجارية وتقليص فواتير الهاتف والطاقة وتنقلات الموظفين إلى الخارج وتجميد ميزانية الاشهار، وترحيل مجموعة من الخدمات المكلفة كالتعاقد الذي بات قيد الانجاز مع شركة الصيانة الجوية "إيرفرانس انديستري" وتتم حاليا دراسة إمكانية تحويل أنشطة العمليات الأرضية إلى شركة خارجية. وكانت عملية فتح الأجواء بقلب مطار الدارالبيضاء في 2006 قد كبدت الناقلة الوطنية خسارات فادحة على إثر الهجوم الشرس الذي شنته عليها شركات اللوكوست ، وهو ما أفقدها توازنها المالي الذي كان يضعها في 2008 كثالث أقوى ناقلة إفريقية بمداخيل كانت تناهز 1.5 مليار دولار قبل أن تتهاوى ميزانية الشركة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية، وارتفاع وتقلب أسعار البترول دوليا.