كما هي العادة بمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، تتواصل فقرة «ما بعد منتصف الليل» في استضافته لأسماء سينمائية من أفريقيا، وذلك قصد الحوار والتواصل معها، ومساءلة تجربتها السينمائية ومقاربة إبداعاتها. هكذا، في سياق إعطاء الانطلاقة لهذه الفترة الخاصة بالدورة 17، تمت استضافة المخرج المغربي محمد مفتكر للحديث معه عن مجموع إبداعاته السينمائية القصيرة منها والطويلة، في هذا الصدد اعتبر نورالدين الصايل، الذي قام بإدارة هذا الحوار المفتوح، أن الأسباب كثيرة كانت وراء اختيار المخرج محمد مفتكر للتحاور معه، وذلك نظرا لمكانته المميزة بين المخرجين التي حققها بفضل أعماله السينمائية خلال السنوات الأخيرة، خاصة أنه استطاع أن يفرض تواجده بإيقاع إبداعي واضح المعالم والأهداف والإبداع، وهذا ما ظهر بالأساس خلال إخراجه لأفلامه القصيرة الأربعة، التي لم يتسرع في إخراجها، بل كانت بالنسبة إليه بمثابة الوسيلة للتمكن من أدواته السينمائية والتحكم فيها. كما وصف نورالدين الصايل، المخرج محمد مفتكر أنه كان دائما سعيدا وفرحا بعد فترة إخراجه لكل أفلامه القصيرة الأربعة. وأن هذا ما كان يدفعنا إلى التساؤل، هل مثل هذه الفرحة ستحقق بعد إنجازه لفيلمه الطويل الأول. وهذا بالفعل، يضيف الصايل، ما أثبت عنه مفتكر عند إخراجه لفيلمه الطويل الأول، لأنه استطاع بالفعل أن يثبت موقعه كمخرج ليس فقط وطنيا، بل دوليا. محمد مفتكر، وهو يتحدث عن تجربته مع السينما، أفصح أنه بالنسبة إليه، لا يمكن التفريق ما بين الحياة والسينما عنده، وأن التفكير في الحياة يأتي من خلال وعبر السينما. وأنه مع السينما عاش تلك السعادة المرفوقة بالألم. واعتبر مفتكر نفسه من طينة السينمائيين الذين يبحثون عن فهم اللغة السينمائية، وليس الاستكانة إليها. وأن هذا ما يجعله يتطور في حبه للسينما. ولم يترك محمد مفتكر، فرصة هذا اللقاء تمر دون أن يثني على ما قدمه له الأخوان مصطفى وعبد الكريم الدرقاوي، وما رافق هذه العلاقة من حوارات وتجارب أغنت تجربته السينمائية.