ظلي الذي أنهكته يد الوصاية يمشي بدُوني يتمسّحُ بأقدام تعبُر فوق أديمِه ظلّ يجلِي صحُون الاستكان يتناولُ قرابين الملح وينشدُ العظِات في صمت ... ظلّي الخائِف يهجُرنُي ينامُ الليل في حفرَة بغطَاء من حُطام السؤال يصنعُ قنديلا يترُك كوّة يسمعُ منها هَسيس الجواب ظلّي يترُكُ مخالبَه تحت سجّادة الصلاة يقيم الليل ومن الخوفِ لا ينام ... ظلّي في القاع يطفُو جسده بينَ الطحالِب يمدّ يدهُ في الهباء لا شيء .. لا أحد يفتشُ عن رأسه بين الرؤوس يجدُ حجرا ملقى هُناك يشبهُه هذَا الرأس كتفَيّ الهلاميّتَان كيفَ ستحملانهِ ! ... ظلّي في الدّخان يتصفّحُ باقي الوجوه ينفُضُ عن رأسه الحجري غُبار فكرة فكرة تسقط تلو فكرة تكشف وجُوها واجمَة مخيفَة كدمى البورسلين ربمَا تبتسِم ربمَا تمدّ لسانهَا فتَظهر بين الضباب تلويحة إصبع وسطى ... ظلّي يهزّ ذيلَه يرخِي أذُنيه كلما ربتَ العالمُ على رأسِه يتمسّحُ بأطراف الحياة ظلّي لا يفكر في الرحيل يفتلُ سَبحة الخَوف يجمعُ الظّلال حوله يقصّ عليهم حكمة الخنُوع ظلّي أصبَح لظلّه زاويّة وشجرة