على امتداد ستة أشهر، بعدما كانت مساهماته السابقة تقتصر على مجال الفن فقط، سيكون المغرب في أول مشاركة له، ضيفا على التظاهرة الثقافية العالمية معرض «بينالي البندقية» للهندسة المعمارية التي اختارت وباقتراح من المهندس الهولندي الشهير ريم كولهاس، سبر أغوار «أسس» الهندسة المعمارية في بعدها الوطني وعالميتها المتعددة. ويؤثث المغرب معرض «بينالي البندقية» للهندسة المعمارية برواق، يفتتح رسميا يوم غد الجمعة، جعل فيه من الصحراء في كل تجلياتها موضوع «احتفاء وتكريم» يبرز فيه تجربة هندسة معمارية امتدت على طول أزيد من قرن من الزمن، مما جعل منها تجربة «متفردة، متنوعة وغنية بثراتها الاسلامي العربي والأمازيغي». تتوشح أرضية الرواق المغربي، الذي تنظمه مؤسسة الفنون والتصميم والهندسة المعمارية (فادا) تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس من خلال عنوان «فوندامونتاليزم»، الذي يوحي الى عنوان «البينيال» المركزي، بكساء من حبات رملية قادمة من عمق كثبان الصحراء المغربية تتربع بين جنباتها ثمرات مساهمة المغرب الفريدة في المغامرة المعمارية الكبرى للقرن الحادي والعشرين. بلمسات مستوحاة من الصحراء المغربية وعلى مساحة مائتي متر مربعة ،اختار المغرب أن يجعل من الرواق المغربي «مختبرا حقيقيا للمشروع المعماري الحديث»، تتمثل سينوغرافيته إجابات ابداعية عن سؤال «كيف يمكن إعمار مجال قاحل غير قابل للسكن؟» تجد ترجمة له ضمن ثلاثية «الأرض»، «السماء» و«النصب التذكارية» ،ستمكن من إبراز العمق الحضاري المغربي للمجال الترابي. ويركز الرواق المغربي على مسألة قابلية السكن في الصحراء، إذ أبرز المنظمون أن الجغرافيا الفريدة للصحراء وموقعها يتطلبان من المهندسين المعماريين تفكيرا حول كيفية إدراج حلول على مستوى المعمار والبنيات التحتية، تتلاءم مع مجال غالبا ما يتم تهميشه في الخطاب المعماري بالمغرب بسبب ظروفه القاسية، وكما يبرهن على أن المجال الصحراوي كان دائما في عمق الهوية المغربية. فقد اختار الفريق المغربي، الذي يتكون من ستة فرق وطنية ودولية من المهندسين المعماريين، ثلاثة عناصر لإنجاز هذا المشروع السينوغرافي أولاها «الأرض» من خلال تغطية مائتي متر مربع من الرواق المغربي برمال الصحراء، ثم «السماء»، كفضاء مفتوح عبر نصب شاشة عملاقة تمتد على طول 120 مترا مربعا تمكن الزائر للرواق، وهو يتمتع بشاي صحراوي، من السفر في أعماق ليل الفيافي الهادئ الذي يعرض في شبه ظل كل مشروع بشكل منفرد، والنهار الذي يصف بوضوح المشاريع الهندسية المعروضة، فيما تمثل النصب التذكارية العنصر الثالث. ويركز الجزء الثاني للمعرض على مسألة قابلية السكن في الصحراء. وللإشارة، ينظم الرواق المغربي في «بينالي البندقية» بدعم من سفارة المغرب في روما، بشراكة مع وزارة التعمير وإعداد التراب الوطني، ووزارة السكنى وسياسة المدينة، والمجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين.