كرم المغرب، في أول مشاركة له في معرض بينالي البندقية للهندسة المعمارية، الصحراء كموضوع تعرض المملكة عبره مساهمتها الفريدة في المغامرة المعمارية الكبرى للقرن الحادي والعشرين. وأوضح المنظمون أن جناح المغرب، الذي تنظمه مؤسسة الفنون والتصميم والهندسة المعمارية (فادا) تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، يتوخى إبراز تقاليد المغرب كأرض للاستقبال وتعزيز وضعه ك"مختبر حقيقي للمشروع الحديث"، مضيفين أن التراب المغربي خول أبحاثا معمارية فريدة على مستوى البناء والمواد والأشكال والمعمار، مساهما بذلك بشكل ملموس في تاريخ الهندسة المعمارية. ويبرز الجناح المغربي المسار التاريخي لمغامرة السكن الحضري مع تفكير معاصر حول الصحراء، من خلال عرض مشاريع فوق نصب تذكارية قائمة على أرضية رملية في إطار سينوغرافيا مستوحاة من الصحراء. وتم اختيار ثلاثة عناصر لإنجاز هذا المشروع السينوغرافي أولاها الأرض عبر ملء مئتي متر مربع من الجناح برمال الصحراء، ثم السماء عبر نصب شاشة عملاقة (120 مترا مربعا) تعرض شريطا للقطتين تجسدان الليل الهادئ الذي يعرض في شبه ظل كل مشروع بشكل منفرد، والنهار الذي يصف بوضوح المشاريع المعروضة، في حين تمثل النصب التذكارية العنصر الثالث. ويركز الجزء الثاني للمعرض على مسألة قابلية السكن في الصحراء، إذ أبرز المنظمون أن الجغرافيا الفريدة للصحراء وموقعها يتطلبان من المهندسين المعماريين تفكيرا حول كيفية إدراج حلول على مستوى المعمار والبنيات التحتية تتلاءم مع تراب غالبا ما يتم تهميشه في الخطاب المعماري بالمغرب بسبب ظروفه القاسية. وتمت دعوة ستة فرق وطنية ودولية من المهندسين المعماريين لاقتراح مشاريع تعالج هذه المسألة. كما أطلقت مؤسسة (فادا) مباراة مفتوحة أمام المهندسين المعماريين والطلبة المغاربة حول موضوع "السكن في الصحراء". وتنظم المشاركة المغربية في بينالي البندقية بدعم من سفارة المغرب في روما، بشراكة مع وزارة التعمير وإعداد التراب الوطني، ووزارة السكنى وسياسة المدينة، والمجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين.