يعتبر الرأي العام المحلي وكذا المهتمون بالشأن السياسي المحلي خصوصا الإهمال الذي طال عددا من البنايات الثقافية خصوصا خلال الولايات الثلاث الاخيرة، هو مبيت ومقصود وأن اصحاب هذا الاختيار الخاطئ طبعا ،يعتقدون بأن هذه المنجزات هي ليست من صنعهم ولا من تفكيرهم وبالتالي فلا شأن لهم بها بما أنها محسوبة للاتحاديين ( مسرح السي عبد الرحيم بوعبيد ، دار الثقافة سيدي محمد بلعربي العلوي ، المركب الترفيهي المصباحيات ، حديقة المصباحيات ...) كمنتخبين تحملوا مسؤولية الشأن المحلي خلال فترات معينة استطاعوا بكفاءاتهم وحسهم الوطني وتعاليهم عن المصلحة الضيقة ، أن يكون همهم هو إعادة الاعتبار للمجال الثقافي للمدينة من خلال بناء وتشييد وتنظيم ملتقيات وطنية ومحلية ( على سبيل المثال :الملتقيات الوطنية للأيام المسرحية للهواة في سنتي 1993و1994 والمهرجان الوطني الأول للأغنية المغربية في سنة 1988 ...). في هذه الورقة إحدى البنايات التي عرفت إهمالا ثم خرابا خلال التجارب الجماعية الثلاث الأخيرة. حديقة المصباحيات : لم تعد الحديقة حديقة ، لم يعد لها وجود . الموت بقرار سياسي محلي دفين غير معلن مستمر باستمرار تعاقب المجالس البلدية ورؤسائها، منهم من قضى نحبه. أرادوا أن تتحول إلى خراب وتدمير وحرمان الاطفال من التسلية واللعب وسط زحمة العمران وهجوم الإسمنت المسلح حيث تم تشييد بنايات سكنية في أجمل المواقع(فضالة سبور،الحطبة، بجوارساحة المدن المتوأمة ،غابة مقابل كازينو ، وبمحيط مقر عمالة المحمدية ... ) التي كان من المفترض أن تخصص لفضاءات خضراء في مدينة يزداد تلوثها وتتفاقم مشاكل ساكنتها الصحية يوما عن يوم ، بعضها من ثمان طبقات على مساحات أرضية كانت متنفسا لسكان العاليا والمدينة السفلى ولعشاق الأرض على طبيعتها حيث يستحيل أن تجد بقعة يمكن للأطفال وحتى الكبار ممارسة لعبة رياضية ما. لا شيء سوى بيوت قضاء الحاجة لم تعد صالحة ودكاكين و مقهى مخربة ، وقنينات وعلب حليب فارغة متناثرة هنا وهناك ونفايات ...كل ألعاب الأطفال دمرت ,... في غابة مساحتها تقدر بأكثر من 6 هكتارات وبتكلفة مالية بلغت 3 ملايين درهم ،شيدت حديقة اسمها المصباحيات . في تلك المنطقة وسط الغابة حيث لاشيء سوى زرقة السماء وأشجار وعصافير وطيور مهاجرة من خارج المدينة لتبيت يوما أو بعض يوم لكن ولوجود ما يشدها فهي تفضل الاستقرار النهائي ..لأن هدوء الفضاء يغري العين. هدوء ومقهى تتوسط الحديقة يؤمها الطلبة للإستعداد للإمتحانات ...وعلى بعد أمتار، أربعة دكاكين بمساحة صغيرة أعدت لممارسة تجارة للإستهلاك السريع ،ولقضاء الحاجة ست بيوت مهيأة ومجهزة . وعلى بقعة أرضية رملية ، لعب خاصة بالأطفال متنوعة الأصناف يجد فيها الاطفال ما يمتعهم ويسليهم، وكراسي مشتتة هنا وهناك للذين يفضلون النظر طويلا والتأمل كثيرا. ما أجملها حديقة كانت ، رئة المحمدية التي يتنفس من خلال أشجارها وسكونها وكل أحيائها سكان المحمدية الملوثة بمصانعها الكثيرة. حديقة جميلة بكل المقاييس تم إنجازها حينما كانت الإرادة السياسية لخدمة المصلحة العامة فوق كل اعتبار، اختيار الموقع وسط أحياء شعبية. لا شيء سوى خراب و قطيع بقر وغنم ومتقاعدين يتسلون بلعب الورق ولعبة ضاما في انتظار قرار سياسي محلي يغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.