سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فعاليات جمعوية وحقوقية بالمحمدية تطالب بلجن للتحقيق في مشاريع تحولت إلى نقط سوداء حديقة المصباحيات كلفت البلدية 900 مليون سنتيم وتحولت إلى ملجأ للمنحرفين
طالب سكان عدة أحياء بالمحمدية وفعاليات جمعوية وحقوقية بضرورة إيفاد لجن للتحقيق في المشاريع العالقة بالمدينة، وتلك التي كلفت البلدية ملايير الدراهم، وتعرضت للتدمير والتلف، وتحولت إلى نقط سوداء زادت المنطقة تلوثا وأصبح بعضها ملجأ للمنحرفين وقطاع الطرق. وتحدث مجموعة من سكان المصباحيات عن حديقة أنجزت بداية التسعينيات بشراكة بين بلدية المدينة ومصلحة المياه والغابات صاحبة الأرض بكلفة إجمالية فاقت 900 مليون سنتيم. كان بها مقهى وفضاءات ألعاب للكبار والأطفال وبئر لمياه السقي وتم إهمالها، فتحولت مرافقها السياحية والترفيهية إلى أطلال ومراحيض عمومية، علما أن مساحتها تفوق 12 هكتارا، حيث أصبحت مكانا لرمي قاذورات المدينة من أزبال وبقايا مواد البناء. كما أصبحت ملجأ لقطعان الماشية والكلاب الضالة والمنحرفين والمشردين الذين يقضون الليالي في التعاطي للمخدرات. وربط السكان أسباب ما طال حديقة المصباحيات من إهمال بصمت المسؤولين والمنتخبين الذين تعاقبوا على تسيير بلدية المحمدية، فقد استمر نشاط الحديقة لعدة سنوات قبل أن يذهب بريقها وتتعرض أجهزتها للتلف. ورجح مصدر من عمالة المحمدية سبب تدهورها إلى التغييرات التي طالت مجموعة من التقنيين المتخصصين في الفضاءات الخضراء بالمدينة، واندلاع عدة مشاكل في التسيير وغياب الأطر المختصة. فيما أشار بعض المنتخبين إلى أن صراعات سياسية بين الاتحاديين، الذين أحدثت الحديقة في فترة رئاستهم للبلدية، ومنافسيهم الذين تعاقبوا بعدهم على رئاسة البلدية كانت وراء إهمال الحديقة، وأن تهميشها كان أمرا «غير بريء». وذهبت أطراف أخرى إلى الجزم بأن هناك جهات نافذة بالمدينة لها نية تحويل الحديقة إلى إقامات سكنية ستدر أموالا طائلة على أصحابها. وأشاروا إلى أن العبث الذي طال الحديقة امتد إلى فضاءات ومرافق أخرى، في إشارة إلى المركب الرياضي والترفيهي الذي أنجز سنة 1995 بقرب الحديقة على مساحة 4.5 هكتارات بكلفة مالية فاقت ثلاثة ملايير سنتيم، به مسبح وغرف وملاعب رياضية ومراحيض وحمامات.. والذي توقفت فجأة الإصلاحات به وبدأت مرافقه تتعرض للضياع، وتبددت معه الأموال التي صرفت عليه. مجموعة من سكان منطقة المصباحيات والأحياء المجاورة لها وجدوا أنفسهم يعيشون في فضاء متعفن، وأكدوا ل«المساء» أن منطقتهم تتعرض للتخريب والتلوث بسبب النفايات التي تلقى على طول حوض وادي المالي، وتضاعف عدد ورشات الحدادة والميكانيك التي أغلقت الشارع الوحيد الرابط بين مدينتهم والطريق الوطنية رقم واحد. وتدهور سوق الجملة الذي اعتبروه أكبر نقطة سوداء بسبب النفايات المتراكمة به وبسبب محلاته التي لا تخضع لأدنى شروط التعمير. وأضافوا أن معاناتهم كبيرة مع الأدخنة والروائح الكريهة التي تصدرها بعض الشركات الملوثة بالمنطقة الصناعية، وأنهم وأسرهم يتعرضون لأضرار مختلفة (أمراض جلدية، أمراض الحساسية، أمراض العيون...). مصدر مسؤول ببلدية المحمدية أكد أن لا جديد بخصوص مستقبل الحديقة المهملة، وأن المركب الترفيهي والقاعة المغطاة العالقة قرب ملعب البشير هما مشروعان تم إدخالهما ضمن مجموعة مشاريع بالإقليم ستنجزها وزارة الشباب والرياضة بشراكة مع عمالة المحمدية والجماعات المحلية المعنية.