يوم الجمعة 9 ماي 2014 ، طلبت أستاذة مادة الفرنسية (خ.أ) من تلميذة تدرس في السنة الثالثة إعدادي مغادرة القسم لارتكابها ما اعتبرته يلزم ذلك القرار، فما كان من هذه التلميذة ، حسب مصادر من داخل إعدادية خديجة أم المؤمنين إلا أن عادت إلى بيت أسرتها بدوار العراقي ببلدية دار بوعزة، فاصطحبت معها والدتها وحين وصلتا الى باب المؤسسة، سمح لهما حارسا الباب، التابعان الى شركة للحراسة الخاصة، بالدخول ، معتقدين أن الأم جاءت لاستفسار الأستاذة، حسب أول ردود الحارسين، لكن ما أن بلغتا باب القسم ، حيث كانت الأستاذة منهمكة مع تلامذتها في الدرس ، حتى أمسكتا بها من شعرها وإسقاطها أرضا أمام أعين التلاميذ والتلميذات وانهالتا عليها بالضرب، كما هو مبين بالتفصيل في التقرير المرفوع من طرف إدارة إعدادية خديجة أم المؤمنين الى نائب وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بعمالة إقليم النواصر . أُغْمِي على الأستاذة ، حيث اضطرت الإدارة الى استدعاء سيارة الاسعاف لنقلها على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات ، وبعد أن حاولت الأم وابنتها مغادرة أسوار المؤسسة التعليمية، مُنعت من ذلك فسقطت هي الأخرى أرضا لتنقلها سيارة الاسعاف الى المستعجلات! وبعد فحص الأستاذة وتلقيها الاسعافات الاولية، تسلمت شهادة طبية مدة العجز بها تصل الى 23 يوما. هذا وقد حضرت عناصر الدرك الملكي الى عين المكان للوقوف على حقيقة الهجوم على حرمة المؤسسة التعليمية ودوافعه. وخلف هذا الاعتداء استياء عميقا وسط أعضاء هيئة التدريس، الشيء الذي جعلهم يقررون تنظيم وقفة احتجاجية تضامنا مع زميلتهم ، خاصة بعد أن علموا بعدم متابعة المعتديتين في حالة اعتقال ، إلا أن تدخلات المسؤولين بالنيابة جعلتهم يؤجلونها. وأكدت مصادرتربوية أن ظاهرة الهجوم على الأساتذة داخل المؤسسات التعليمية وداخل حجرات الدراسة عرفت تصاعدا خطيرا رغم وجود حراس تابعين لشركات الحراسة الخاصة، مشيرة إلى أن مثل هذه الهجومات لم تكن موجودة حين كان حراس المؤسسات التعليمية هم اعوان الخدمة التابعون لوزارة التربية الوطنية ، مما يؤشر على ان تجربة خوصصة الحراسة بالمؤسسات التعليمية أضحت فاشلة رغم مرور عقد من الزمن على هذه التجربة، داعية المسؤولين عن هذا القطاع إلى إعادة النظر في العقد المبرمة مع هذه الشركات ، من خلال تضمين شروط جديدة تهم التجربة والصرامة والمعرفة الشاملة بالدور المنوط بكل حارس. والغريب في الأمر ، بالنسبة لحالة الاعتداء ، أن عددا من مستشاري بلدية دار بوعزة كثفوا من اتصالاتهم بالمؤسسة التعليمية والمسؤولين في النيابة لدفع الأستاذة المُعنَّفة إلى التنازل لصالح الأم المعتدية وابنتها ، و سار على نفس النهج بعض أعيان المنطقة! ووفق مصادر من نيابة النواصر، فإن الأستاذة، ضحية الاعتداء، تعاني من أمراض ضاعف من حدتها الهجوم الذي تعرضت له، حيث أضحت تعيش وضعا نفسيا صعبا . وناشدت هيئة التدريس بإعدادية خديجة أم المؤمنين المسؤولين في نيابة النواصر والاكاديمية الجهوية لجهة الدارالبيضاء الكبرى، «العمل على حماية الأستاذة من كل التدخلات الساعية لتبرئة ساحة الأم وابنتها، ومساندتها من أجل فسح المجال للقضاء لينصفها ويقول كلمته، لأن ما تعرضت له هذه الأستاذة يمس جميع الجسم التعليمي خاصة بهذه المؤسسة».