بعد أن طلبت الأستاذة «المرقوم» ، مُدرِّسة مادة علوم الحياة والأرض بالثانوية التأهيلية ابن زيدون نيابة مقاطعة عين الشق، من إحدى التلميذات التي لاحظت عدم زغبتها في مسايرة الدرس والتشويش على باقي زميلاتها وزملائها التلاميذ، مغادرة قاعة الدرس اتصلت هذه الأخيرة بعائلتها هاتفيا مباشرة من البناية الخاصة بعلوم الحياة والأرض، وما هي إلا لحظات حتى حضرت الأُم والأخت ودخلتا المؤسسة بعد أن صرحتا لحارس الأمن الخاص أنهما تقصدان الإدارة ، فما أن وصلتا عند التلميذة واستفسرتها أمّها عن سبب وجودها خارج حجرة الدرس، حتى قصدتا الأستاذة التي خرجت لتشرح لوالدة التلميذة ما وقع، إلا أن أخت التلميذة ارتمت على الأستاذة واعتدت عليها جسديا مما ترك آثارا بارزة على وجه الأستاذة بعد أن تناثر شعر رأسها وبقيت كمية منه بين أصابع أخت التلميذة ، ولولا تدخل بعض الإداريين لكادت الأمور أن تتطور إلى ما لا تحمد عقباه، كما صرح للجريدة بعض الحاضرين لهذه الواقعة! اتصلت الإدارة بالشرطة التي حضرت في الحين واعتقلت أخت التلميذة ووالدتها ، بينما سارعت الأستاذة الى قسم المستعجلات لتلقي الاسعافات الأولية وسلمت لها شهادة طبية مدة العجز بها 21 يوما. وأكدت مصادر من داخل المؤسسة التعليمية أن الأستاذة المعتدى عليها، مُقبلة على إجراء عملية جراحية، وقد فضلت تأجيلها، والعمل مع تلامذتها المقبلين على اجتياز امتحانات البكالوريا، فشكل ما وقع لها زوال يوم الخميس 13 مارس 2014 صدمة قوية لم يسبق لها أن عاشتها خلال مسارها الدراسي الطويل. وقد استنكرت هيئة التدريس بالثانوية وإداريوها ما حصل داخل أسوار المؤسسة و داخل بناية العلوم وما أصبح يتعرض إليه نساء ورجال التعليم من بعض الآباء والأمهات الذين يستجيبون بسرعة لطلبات أبنائهم لكنهم يتغيبون بعد استدعائهم من طرف الإدارة لأمور تهم أبنائهم، حيث نظمت وقفة احتجاجية حضر خلالها بعض المسؤولين بنيابة عين الشق، الذين أعادوا الأمور إلى حالها والتحق الأساتذة بأقسامهم في الوقت الذي قدم من كان حاضرا لهذا الهجوم شهادته للمصالح الأمنية. هذا وقد علمت الجريدة أنه بعد ساعات عن هذا الحادث سارعت عائلة التلميذة إلى الاتصال بالأستاذة والبحث عن عنوانها من أجل أن تتنازل عن متابعة اخت التلميذة ووالدتها، كما أن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدارالبيضاء ، طالبت باستفسار وتوضيحات بشأن ملابسات هذا الاعتداء، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأستاذة والدفاع عن حرمة المؤسسة التعليمية. وقد استنكرت جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالثانوية التأهيلية ابن زيدون ما تعرضت له هذه الأستاذة، وأعلنت تضامنها مع كل أستاذ يتعرض لاعتداء من طرف بعض الأسر التي تلجأ إلى العنف بدل أساليب الحوار الهادئ والتربوي، في الوقت الذي تغيب فيه عن مراقبة ومتابعة أبنائها وبناتها. وقد علمت الجريدة أنه تم تقديم الأم وابنتها المعتدية صباح يوم السبت 15 مارس 2014 أمام وكيل الملك، الذي أمر بمتابعتهما في حالة اعتقال.