اتجهت قناة «الجزيرة» الناطقة باللغة العربية في مقرها الرئيس في الدوحة إلى اعتماد سياسة «تشبيب» لمذيعيها وصحافييها، وتقديم أسماء جديدة للمشاهدين، في محاولة منها لاكتساب فئات جديدة مع التحولات العميقة التي تشهدها المنطقة التي فرضت مقايسس جديدة في عالم الإعلام. ويطل حاليا على شاشة القناة كل من المذيع الجزائري محمد مزيمز مقدما للنشرات الإخبارية، والمغربي حمزة الراضي مقدما للنشرات الرياضية. وتأتي هذه التعيينات في وقت قامت القناة مؤخرا باعتماد مذيعتين جديدتين للأحوال الجوية، تضافان لطاقمها الحالي من المقدمين والمذيعين المتخصصين في تقديم هذه الفقرة التي تعتبر ركنا ثابتا وأساسيا من شبكة برامج المحطة. ويعتبر اختيار هذه الأسماء الشابة وإبرازها للمشاهدين، خطوة في اتجاه بعث دماء جديدة لاحداث نوع من التوازن بين وجوه الجزيرة العريقة التي فرضت سطوتها على الشاشة الزرقاء، وصنعت أمجاد المحطة بأسلوب كل نجم من نجومها، وبين هذه الأسماء الحديثة التي تأتي من مشارب مختلفة لاستقطاب مشاهدين جدد يرغبون في التطوير والتحديث المستمر. «الجزيرة» اعتمدت هذه المرة في اختيار مذيعيها الجدد على مخزونها من كفاءاتها الداخلية، ولم تستقطبهم من محطات منافسة مثلما كان عليه الحال من قبل. وكان محمد مزيمز قبل تقديمه أول نشرة أخبار في قناة «الجزيرة» صحافيا ومنتجا في المحطة، ساهم في إعداد العشرات من التقارير الإخبارية، ثم انضم إلى فريق الشأن المصري ليكون أحد ركائزه الأساسيين، قبل أن يتم إعداده باقتراح من إدارة الأخبار لتقديم النشرات وخضع لتجربة أداء محلية وتتم تسميته مذيعا. وسبق لمزيمز أن خاض تجربة في الإذاعة الجزائرية مقدما لبرامج وفقرات منوعة، ثم هاجر إلى الدوحة حيث خاض تجربة مثمرة مع تأسيس الجزيرة للأطفال مذيعا ومنتجا للبرامج، لينضم منذ سنتين بالقناة الأم في الدوحة، وسبق له أن أنهى دورات مكثفة في التقديم التلفزيوني الإخباري والحواري في الدوحة وأبوظبي. أما حمزة الراضي إبن مدينة گلميم المغربية التي درس بها، بدأ مساره المهني من أرض الكنانة مصر، حيث تابع دراسته الجامعية في الإعلام، وأثناء ذلك التحق مبكرا بقناة «الرافدين» وقناة «البغدادية» العراقيتين كمقدم نشرات رياضية. والتحق الصيف الماضي بقناة «الجزيرة» في الدوحة صحافيا في القسم الرياضي. وتواترت على شبكات التواصل الاجتماعي العديد من التدوينات التي أشادت بخطوة المحطة القطرية باعتماد وجوه شابة ومنحها فرصا للظهور، وعلق الكثيرون على التجربة، وتمنوا للمذيعين الجدد النجاح والتميز في مسارهم المهني الجديد. وتستعد شبكة «الجزيرة» إلى احداث تطوير على شاشتها في المرحلة المقبلة باعتماد برامج وأفكار ورؤئ جديدة تساهم في إعادة التموقع من جديد في خريطة الإعلام العربي الذي يشهد تحولات محورية في الفترة الأخيرة. كما ترغب المحطة في استقطاب مشاهدين من الفئات الشبابية التي أصبح لها مكانة في ظل المناخ القائم في المنطقة، وهذا بدراسة أنجع السبل للتوجه إلى مختلف الأنماط والأمزجة للمشاهدين العرب.