أكدت الصحيفة الإلكترونية (ديجيتال جورنال)، أن الاجراءات التي تم اتخاذها من أجل تعزيز الدور الاقتصادي لمدينة الدارالبيضاء، تؤهل العاصمة الاقتصادية للمملكة بقوة لأن تكون مركزا ماليا لإفريقيا التي تعيش على إيقاع نمو قوي. وأبرزت الصحيفة في مقال تحليلي نشرته يوم الاثنين أنه سعيا إلى مواجهة التحديات التنموية، فإن القارة الإفريقية في حاجة إلى آليات جديدة ولاسيما في المجال المالي، مشيرة إلى القطب المالي للدار البيضاء (كازا فينانس سيتي)، التي ولجت مؤخرا مؤشر تصنيف المراكز المالية العالمية (جي إ سي أي)، حيث تم تصنيفها كثاني مركز مالي في افريقيا، أضحت مؤهلة لأن تكون مركزا ماليا عصريا إفريقيا في حاجة ماسة. ورصد الكاتب بول غولد سميث، في هذا التحليل، جانبا من المؤهلات الاقتصادية الكبرى التي تتمتع بهاافريقيا، القارة التي تحتاج إلى نحو 90 مليار دولار من الاستثمارات سنويا في مجال البنيات التحتية لوحده. وأشارت (ديجيتال جورنال) إلى أنه في ظل هذا النمو والتوسع، نسجت أشكال جديدة للشراكة مع إفريقيا، تشجع على تسريع وتيرة الاستثمارات، مبرزة أن هذه الموارد المالية تعد أساسية وحاسمة بالنسبة للقارة، وكفيلة بالاستجابة للحاجيات المتزايدة لساكنتها. وأضافت أن توجه الدارالبيضاء نحو التموقع كمركز مالي لإفريقيا يندرج ضمن هذا السياق، مبرزة مختلف المؤهلات التي يزخر بها المغرب، الذي يتمتع باستقرار سياسي مترسخ والذي يقيم علاقات بناءة مع الغرب (الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا). وذكرت الصحيفة بالشراكة المتميزة التي تربط المغرب والاتحاد الأوروبي والتي اتخذت صيغة الوضع المتقدم منذ سنة 2008، مشيرة أيضا إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة حيث تربط بين أوروبا وافريقيا. وفي معرض استعراضها للإصلاحات المالية والقانونية التي قام بها المغرب في إطار سعيه نحو إحداث مركز مالي دولي ممثلا في (كازا فينانس سيتي)، أبرزت الصحيفة الإلكترونية أن المملكة استجابت للشرط الأساسي المتمثل في التوفر على إطار قانوني واضح وعملي منذ سنة 2010 مع المصادقة على القانون المؤسس للقطب المالي للدار البيضاء. ونوه المصدر ذاته بصلابة و«قوة» الجانب المتعلق بالحكامة في هذا المشروع، مؤكدة أهمية البنيات التحتية والخدمات المالية التي تجعل القطب المالي للدار البيضاء يتمتع بالريادة على الصعيد الافريقي. وبحسب (ديجيتال جورنال)، فإن اتفاقيات التبادل الحر العديدة التي أبرمها المغرب مع 50 بلدا، منها ستة بلدان إفريقية تعزز موقف القطب المالي للدار البيضاء وجاذبيتها، يضاف إليها 20 اتفاقا وقعه المغرب مع بلدان افريقيا للنهوض بالمبادلات وحماية الاستثمارات. كما أشارت إلى أن رسملة بورصة الدارالبيضاء التي حصلت على شهادة الجودة (إيزو 9001) بلغت 55 مليار دولار، بما يؤهلها لتحتل الرتبة الرابعة على الصعيد الافريقي. وبخصوص القطاع البنكي المغربي، أبرزت (ديجيتال جورنال) أن الأمر يتعلق بقطاع «منفتح بشكل واسع»، مشيرة إلى أن 11 من بين 19 بنكا المعتمدة تتوفر على مساهمين أجانب. وأضافت أن الأبناك المغربية نشيطة جدا على مستوى القارة الافريقية حيث تتواجد في 18 بلدا. وأشارت الصحيفة من جهة أخرى إلى أنه سعيا نحو تعزيز جاذبية الدارالبيضاء كمركز مالي، فقد أبرمت (كازا فينانس سيتي) أربع اتفاقات شراكة مع المراكز المالية لسنغافورة ولوكسمبورغ ولندن وباريس. وأضافت أنه في سياق طموحاته المشروعة للنمو والازدهار، فإن القطب المالي للدار البيضاء، الذي يتوخى استقطاب مهنيين من أصحاب المؤهلات العالية، يوفر فرصا ومؤهلات حقيقية وواقعية للنمو والتوسع.