أبرز مسؤولون مغاربة، خلال مشاركتهم أول أمس الثلاثاء في فعاليات المنتدى العالمي حول الخدمات المالية الدولية (سيتي ويك 2013)، الذي ينظم بالعاصمة البريطانية، إنجازات قطاع الخدمات المالية بالمغرب، والآفاق الواعدة لتطويره. واستعرض أعضاء الوفد المغربي المشارك في أشغال الدورة الرابعة لهذا المنتدى، الذي ينظم على مدى ثلاثة أيام تحت شعار «دور التمويل الدولي في تحفيز نمو الاقتصاد العالمي»، مختلف المؤهلات التي يتوفر عليها القطاع المالي الوطني، لاسيما على مستوى البنيات التحتية المتطورة وشبكة المواصلات المتقدمة، إلى جانب قدرته على استقطاب رؤوس أموال أجنبية كبيرة. وأكد كل من كريم حاجي، المدير العام لبورصة القيم بالدارالبيضاء، وسعيد الإبراهيمي، رئيس القطب المالي للدار البيضاء والمدير العام للهيئة المالية المغربية، خلال ورشة عمل حول آفاق القطاع المالي في القارة الإفريقية، أن الآفاق الواعدة لتطور قطاع الخدمات المالية بالمغرب تؤهل المملكة إلى أن تتحول إلى قطب إقليمي قادر على الاضطلاع بدور كبير على مستوى القارة السمراء. وأشار حاجي، بهذه المناسبة، إلى أن بورصة القيم بالدارالبيضاء أضحت من كبريات الأسواق المالية على صعيد القارة الإفريقية، موضحا أنها تتطلع إلى الاضطلاع بدور إقليمي بارز من خلال تكثيف تعاونها مع الأسواق المغاربية وكذا أسواق دول غرب ووسط إفريقيا. من جانبه، استعرض الإبراهيمي المؤهلات التي تميز القطب المالي للدار البيضاء (كازا فينانس سيتي) الذي أعطيت انطلاقته سنة 2010، مشيرا إلى أنه يسعى إلى أن يشكل مركزا ماليا إقليميا كبيرا، وجعل مدينة الدارالبيضاء مركزا تجاريا عالميا. وأكد الإبراهيمي على أن (كازا فينانس سيتي) تتطلع إلى أن تشكل مركز جذب لرؤوس الأموال العالمية من أجل ولوج القارة الإفريقية، ولاسيما أسواقها الشمالية والغربية والوسطى .وذكر، في هذا السياق، بالعلاقات التاريخية الطويلة التي تربط المغرب بالدول الإفريقية، مما يؤهل المملكة لأن تشكل بوابة لرؤوس الأموال والاستثمارات إلى إفريقيا، وتعزيز السيولة المالية في الأسواق. كما أكد الإبراهيمي على أهمية اندماج الأسواق المالية الإفريقية لتجاوز العوائق المرتبطة بصغر حجمها وتجزئها، مبرزا أن تكامل هذه الأسواق يفتح الباب لإقامة مشاريع استثمارية دائمة وإحداث بنيات تحتية خاصة بالقطاع المالي. وأشار الإبراهيمي، بهذه المناسبة، إلى أن القطب المالي للدار البيضاء دخل في شراكات مهمة مع عدد من أبرز المراكز المالية في العالم. وذكر، في هذا الصدد، بالتوقيع، في مطلع شهر أكتوبر الماضي، على اتفاقية شراكة بين القطب المالي للدار البيضاء وهيئة حي المال بمدينة لندن (ذا سيتي يو كي) لتعزيز علاقاتهما في مجال التعاون المالي. وأبرز أن هذه الاتفاقية، التي ستمكن «كازا فينانس سيتي» من الاستفادة من خبرة «ذا سيتي يو كي»، تؤكد الثقة التي يتمتع بها قطاع الخدمات المالية بالمغرب لدى أوساط المال والأعمال بالعاصمة البريطانية. كما تتميز المشاركة المغربية في هذا اللقاء العالمي الكبير بحضور القطب المالي للدار البيضاء، باعتباره الهيئة المالية الإفريقية الوحيدة في هذا المعرض، الذي يقام على هامش فعاليات المنتدى، بمشاركة كبريات المؤسسات والمراكز المالية العالمية المرموقة. ويسعى رواق القطب المالي للدار البيضاء، الذي يشارك في هذه التظاهرة للمرة الثانية على التوالي، إلى تعريف الفاعلين المؤسساتيين ورجال المال والأعمال بالمؤهلات والامتيازات التي توفرها هذه المؤسسة.