أكد منتدى التفكير البريطاني «ويلتون بارك»، نهاية الأسبوع الماضي، أن بورصة الدارالبيضاء مؤهلة للاضطلاع بدور القاطرة لتنمية القطاع المالي بمنطقة المغرب العربي. وأشار المنتدى، في تقرير حول مؤتمر كان قد نظمه في يوليوز الماضي حول موضوع «الاقتصاد المغاربي، محرك للرخاء والاندماج الاقليمي»، إلى أن «بورصة الدارالبيضاء مستعدة للعمل لفائدة باقي المنطقة المغاربية». وأبرز التقرير أن المغرب يتوفر، إلى جانب جنوب إفريقيا، على قطاع مالي يعد الأكثر تقدما وتطورا على مستوى القارة الافريقية، وهو موقع يتعزز من خلال البنيات التحتية من مستوى عال وكذا الحضور المتزايد للبنوك المغربية في القارة. وأضاف منتدى «ويلتون بارك» أن المغرب قام بخيار استراتيجي مهم بإحداثه القطب المالي للدار البيضاء، مؤكدا أن هذا المركز المالي، الذي تم تأسيسه قبل سنتين، سيضطلع بدور «محفز للنمو الاقتصادي في شمال وغرب إفريقيا». وأبرز المنتدى أن القطب المالي للدار البيضاء، الذي يعد من «المؤهلات» التي تتمتع بها المنطقة ككل، يفتح الآفاق أمام مستقبل مشرق شريطة نجاح جهود الاندماج والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مذكرا في هذا السياق باستقرار أزيد من 2500 شركة عالمية بالمغرب وعزمها على توسيع نشاطها بالاعتماد على مختلف الموارد التي لم يتم استغلالها على النحو الأكمل بالمنطقة. وأضاف المصدر ذاته أن القطب المالي قادر أيضا على الاضطلاع بدور الرابط بين شمال وغرب إفريقيا من خلال مساعدة المستثمرين على اختراق الحدود ومنحهم منافذ لولوج المنطقة. من جهة أخرى، استعرض منتدى التفكير البريطاني «ويلتون بارك» المميزات التي تؤهل مدينة الدارالبيضاء لكي تتحول إلى محور مالي واقتصادي في منطقة شمال وغرب افريقيا، مشيرا بهذا الخصوص إلى البنيات التحتية الحديثة والمتطورة التي أقامها المغرب خلال السنوات الأخيرة.وأضاف بأنه بالنظر إلى أهميتها المتزايدة كقطب مالي واعد، فإن مدينة الدارالبيضاء قادرة على تطوير علاقات تعاون مع المركز المالي للندن الذي يعد أهم مركز مالي عالمي. وكان القطاع المالي المغربي قد استأثر باهتمام المشاركين في النقاشات التي شهدها المؤتمر، الذي نظم حول المغرب العربي وتميز بمشاركة مسؤولين سياسيين سامين، من بينهم الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون يوسف العمراني، والوزير البريطاني المكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا أليستر بيرت، والأمين العام لاتحاد المغرب العربي الحبيب بنيحيى، والأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط فتح الله السجلماسي، والوزير الجزائري المكلف بالشؤون المغاربية عبد القادر مساهل. وقد تابع المشاركون بهذه المناسبة عرضا مفصلا للمدير العام لبورصة الدارالبيضاء، كريم حجي، سلط فيه الضوء على المنجزات التي حققها المغرب في القطاع المالي. وذكر حجي ، في هذا الصدد، بإحداث القطب المالي للدار البيضاء «كازا فاينانس سيتي»، الذي يعكس الموقع المتميز للمغرب في الساحة المالية الإفريقية، مستعرضا الأسس السليمة التي يقوم عليها القطاع بفضل الإطار القانوني الذي يتماشى مع المعايير الدولية. وأشار إلى أن هذا القطب قادر على المساعدة في خلق «مغرب عربي مالي». ويعد منتدى التفكير البريطاني «ويلتون بارك»، الذي تأسس سنة 1946، أحد أهم مراكز الأبحاث والدراسات العالمية المتخصصة في مجال السياسة الدولية. وتساهم المؤتمرات والدراسات الخاصة بالمنتدى في التأثير، بشكل واسع، في عملية اتخاذ القرار على المستوى الدولي.