أكدت الحكومة البريطانية٬ بمناسبة المؤتمر الذي ينعقد في ويلتون بارك (65 كلم جنوبلندن) حول المغرب العربي٬ مجددا دعمها لتحقيق الاندماج في هذه المنطقة. وقال وزير الخارجية البريطاني المكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا٬ أليستير بيرت٬ "نعتقد أن هناك إمكانية هائلة للنجاح في المنطقة"٬ مبرزا أن حكومة بلاده "تحذوها الإرادة في دعم وتقاسم هذا النجاح". وأوضح المسؤول البريطاني أن الدعم السياسي البريطاني والمالي لبلدان المنطقة لا يندرج في ما يمكن وصفه ب "العمل الخيري"٬ مشيرا إلى أن مصالح بلاده ترتبط ارتباطا وثيقا بمصالح دول المنطقة٬ وأن "الأمن الأوروبي يعتمد على أمن واستقرار دول الجوار٬ وعلى الآفاق الاقتصادية المتاحة بهذا الجوار". وأبرز المسؤول البريطاني٬ في هذا السياق٬ أن منطقة المغرب العربي تتوفر على إمكانات هائلة٬ من بينها موارد طبيعية هائلة، ويد عاملة مؤهلة، وقطاع مالي وخدمات تتطور بشكل سريع٬ وبنيات تحتية للتصنيع قوية وشباب طموح ذو كفاءة". وبعد أن ذكر بأن مستوى التبادل التجاري بين دول الاتحاد المغاربي يظل منخفضا (أقل من 4 في المائة من التبادلات الاقتصادية العالمية)٬ أشار بيرت إلى أن هذا الوضع يتيح إمكانات كبيرة للتطوير بحاجة للاستغلال عبر تحقيق الاندماج. وأضاف أن "تحقيق مزيد من الاندماج من شأنه أن يساعد كل بلد على التركيز على نقاط القوة مع الاستفادة من نقاط القوة لدى جيرانه"٬ مشيرا إلى أن الاندماج سيمكن٬ أيضا٬ من توسيع الأسواق أمام الشركات٬ وسيشجع على رفع مستوى التنافسية. وأكد المسؤول البريطاني أن العديد من الشركات البريطانية ترغب في إقامة مشاريع في المنطقة "حالما يجري استيفاء الشروط المذكورة"٬ مبرزا أن الإصلاحات السياسية التي تعرفها بلدان المغرب العربي توفر الإطار المناسب لتنفيذ تحولات اقتصادية أعمق. وأعرب٬ في هذا السياق٬ عن ارتياحه للالتزام السياسي الذي تعزز في الأشهر الأخيرة بالبلدان المغاربية. يذكر أن مؤتمر ويلتون بارك٬ الذي ينعقد تحت شعار "الاقتصاد في المنطقة المغاربية .. محرك للازدهار والاندماج الإقليمي"٬ يهدف إلى تحديد السبل الكفيلة بتطوير الإمكانات الاقتصادية لبلدان المغرب العربي وتشجيع التعاون المغاربي٬ كما أنه يشكل منتدى للنقاش التفاعلي قصد تبادل أفكار سياسية جديدة.