أبرزت مجموعة التفكير البريطانية "أوكسفورد بيزنيس غروب" أن المغرب مؤهل لاستثمار موقعه الجغرافي الاستراتيجي وقطاعه المالي المتطور من أجل أن يفرض نفسه كمركز مالي منفتح على القارة الإفريقية ويشكل بوابة لولوجها. وأوضحت المجموعة٬ التي تعتبر مكتبا دوليا مرموقا في مجال الدراسات والتحليلات الاقتصادية يوجد مقره بلندن٬ في تقرير تحليلي٬ أن المملكة مؤهلة بفضل موقعها الجغرافي وقطاعها المالي المتطور٬ لأن تضطلع بدور المركز المالي المنفتح على افريقيا٬ التي أضحت تشكل وجهة مفضلة للاستثمارات الضخمة. وأبرزت المجموعة أنه يتعين على المغرب العمل٬ اعتماد تدابير إضافية لتعزيز قدرته على التحول إلى مركز إقليمي من خلال تحسين العرض الخاص بالوسائل المالية البديلة وإعادة تنظيم الإطار القانوني. وأوضحت أن انفتاح المقاولات المغربية على غرب ووسط القارة الافريقية خلال السنوات الأخيرة يعد عاملا مشجعا جدا. وأشارت في هذا السياق، إلى الاتفاق الذي وقعه مؤخرا بلندن كل من المركز المالي للدار البيضاء "كازا فينانس سيتي" وهيئة حي المال بمدينة لندن (ذا سيتي يو كي)٬ مشيرة إلى أن الشراكة الجديدة تندرج في إطار سياسة واسعة لتطوير أسواق المنتوجات المشتقة بالمغرب وتعزيز وضعية المملكة المغربية كوجهة مفضلة للاستثمار والانطلاق منها صوب أسواق البلدان المجاورة. وأضافت أن الاتفاق يتوخى رفع مستوى التعاون بين المركزين الماليين حيث سيمكن من تسهيل إطلاق سوق للمنتوجات المشتقة بالمغرب، وتحسين تنافسية قطاع التأمينات بالمملكة، وتطوير برامج للتربية والتكوين بين الشريكين. ونقل التقرير عن سعيد إبراهيمي المدير العام للهيئة المالية المغربية٬ التي تتولى إدارة وتسيير المركز المالي للدار البيضاء "كازا فينانس سيتي"٬ قوله إن "الروابط القائمة بين الدارالبيضاءولندن تشكل حافزا إضافيا حيث ستمكن من تشجيع المقاولات البريطانية على الاستثمار في دول افريقيا الناطقة باللغة الفرنسية انطلاقا من الدارالبيضاء"٬ مشيرا إلى أن بإمكان الشريك البريطاني أن يساعد بورصة الدارالبيضاء على تطوير آليات مالية جديدة. وأشارت المجموعة إلى أن القطاع المالي المغربي٬ الذي يعد من بين أكثر القطاعات تقدما على صعيد القارة الافريقية٬ حقق نموا منتظما بفضل الإصلاحات التي تم اعتمادها ومكنت من تحرير القطاع خلال السنوات العشر الأخيرة. وأضاف المصدر ذاته أن العدد الكبير للمتدخلين في القطاع المالي المغربي استفادوا من النمو القوي الذي حققه القطاع خلال السنوات العشر الأخيرة والذي بلغ معدله 5.5 بالمائة٬ مشيرا إلى أن بورصة الدارالبيضاء أضحت تشكل إحدى أهم البورصات في افريقيا إلى جانب كل من نظيراتها في جنوب افريقيا ونيجيريا ومصر. ولاحظت المجموعة أن المغرب أضحى يحتل أهمية متزايدة، باعتباره نقطة انطلاق للتوسع نحو باقي بلدان المنطقة. واشارت إلى أن مقاولات مغربية مثل البنك المركزي الشعبي والبنك المغربي للتجارة الخارجية وبنك التجاري وفا بنك ومجموعة (ساهام)٬ عمدت منذ سنة 2005 إلى فتح فروع لها أو اقتناء مؤسسات مالية في عدد من بلدان افريقيا الغربية والوسطى٬ بفضل نمو قوي للناتج الداخلي الخام. وأشارت إلى أن المركز المالي للدار البيضاء يعتزم السير في ظل نفس التوجه. ونقلت"أوكسفورد بيزنيس غروب"٬عن حميد بلفضيل مدير المركز الجهوي للاستثمار للدار البيضاء قوله إن الأمر يتعلق "بمبادرة جيدة٬ ذلك أنها تستبق النمو القوي لاقتصاديات مجموع الدول الافريقية٬ وضرورة تمويل هذا النمو". وأضاف أن "العديد من الرساميل شرعت في ولوج السوق الافريقية ولاسيما انطلاقا من لندن مرورا بالدارالبيضاء"٬ مشيرا إلى أن من شأن استقرار المغرب وروابطه القوية بالخارج أن يعززا موقع ووضع المملكة المغربية المالي.