أبرزت مجموعة التفكير البريطانية «أوكسفورد بيزنيس غروب» ، أن المغرب يراهن بكل جدية على تحسين السيولة المالية في السوق الوطني من خلال توسيع نشاط بورصة الدارالبيضاء، وذلك عبر مضاعفة عدد المقاولات التي تدرج بها سنويا. وأوضحت المجموعة التي تعد مكتبا دوليا مرموقا في مجال الدراسات والتحليلات الاقتصادية، مقره بلندن، في تقرير تحليلي أصدرته مؤخرا، أن المملكة تروم أيضا من وراء توسيع نشاط بورصة الدارالبيضاء إلى جعلها مركزا ماليا محوريا في شمال وغرب افريقيا، مضيفة أن السلطات القائمة على تنظيم القطاع تسعى في المدى القصير إلى تشجيع إدراج شركات جديدة أخرى في البورصة بهدف تنشيط السوق المالي . ونقلت مجموعة التفكير البريطانية عن كريم حجي الرئيس المدير العام لبورصة الدارالبيضاء قوله إن « البورصة تسعى إلى النهوض بعملية دخول الشركات إليها، باعتبارها وسيلة بديلة لتمويل المقاولات»، مضيفا أن النظام البنكي المغربي لا يستطيع، لوحدهن خلق الاستثمارات الضرورية لدعم النمو الاقتصادي. وأشارت المجموعة في هذا الصدد إلى أن الأسواق المالية تعد، عبر العالم، قطاعا أساسيا في إيجاد التمويلات اللازمة ولاسيما لتمويل مشاريع البنيات التحتية التي تتطلب استثمارات سنوية بقيمة عشرين مليون دولار، مبرزة في هذا الصدد أن ضعف عدد إدراجات الشركات في البورصة يعد أحد التحديات الأساسية لنمو الأسواق المالية. ومن جهته شدد يوسف بنكيران رئيس جمعية مهنيي شركات البورصة في تصريح مماثل ل» أوكسفورد بيزنيس غروب» على ضرورة «استقطاب البورصة للشركات الكبرى وليس فقط الشركات الصغرى كما كان عليه الحال خلال السنوات الخمس الماضية». واعتبرت مجموعة «أوكسفورد بيزنيس غروب» أنه في حال دخول «فيبار هولدينغ» إلى بورصة الدارالبيضاء، فإن العملية تشكل أهم إدراج جديد في البورصة منذ سنة 2008 وهو ما من شأنه ضخ سيولة مهمة في السوق المالي. كما أشارت إلى أن مؤشر «مازي» (الذي يضم مجموع الشركات المدرجة ويتم احتسابه على أساس القيمة المالية ل75 شركة المتواجدة بالبورصة) قفز بنسبة 21.2 بالمائة خلال سنة 2010 قبل أن يتراجع بنسبة 10.3بالمائة مع متم السنة المالية 2011 بسبب تباطؤ وتيرة النشاط الاقتصاد في أوربا وتداعيات الربيع العربي. وأشارت مجموعة التفكير البريطانية إلى أنه بالرغم من تراجع رسملة بورصة الدارالبيضاء في نهاية السنة المالية 2011 إلى 527 مليار درهم، فإن الأمر يتعلق بتراجع مقبول بالمقارنة مع المستويات الكبيرة لانخفاض المؤشرات العامة لكل من بورصتي دبي (ناقص 14 بالمائة) والقاهرة (ناقص 38 بالمائة)، مبرزة أن بورصة الدارالبيضاء تحتل الرتبة الخامسة من حيث قيمتها بين أهم 16 بورصة عربية.