كشفت مصادر إعلامية، النقاب عن سقوط أعداد كبيرة من المغاربة قتلى في الحرب الطاحنة بسوريا، وأغلبهم حسب نفس المصادر مما يسمى عناصر السلفية الجهادية، والذين يقاتلون إلى جانب جبهة النصرة وداعش وغيرهما. وتحدثت مصادر عن مقتل العشرات من الشباب المغاربة في معركة أطلقت عليها الجماعات معركة الأنفال، والتي ينفذها مغاربة بالأساس منضوون تحت لواء ما بات يعرف « شام الاسلام» وهي حركة مقاتلة أسسها إبراهيم بنشقرون العلمي، المعتقل السابق في غوانتنامو وكان ضمنها أيضا الناطق الاعلامي باسم الجبهة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين ، وكانت فتيحة الحسني المجاطي قد بايعت زعيمها أبو بكر البغدادي. وحسب وسائل إعلام فإن المعارك الاخيرة سقط فيها مغاربيون من الجزائر وأعداد كبيرة من ليبيا وتونس المتهمة بتجنيد فتيات ما أصبح يعرف بجهاد النكاح. وشهد الشهر المنقضي أكبر عمليات قتل للمغاربة في معارك سوريا بعد وصول المعارك الى المناطق التي كانوا يتمركزون بها، خاصة في ريف اللاذقية، وما يسمى النقطة 45 وكسب التي قصفها النظام السوري بالبراميل المتفجرة والدبابات بعد إحكام سيطرته على أغلب نقط الحدود مع لبنان، وفرار العديد من « الجهاديين « من جنسيات أخرى الى لبنان وتركيا وبقي المغاربة تحت الحصار . ونعت مواقع تابعة « للجهاديين» القتلى المغاربة « لله دركم يا أحفاد طارق بن زياد ويوسف بن تاشفين فقد شرفتم بلادنا . « وسقط في الاشتباكات الشرسة الجارية منذ بداية أبريل أمير حركة شام الإسلام المغربي إبراهيم بنشقرون، البالغ من العمر 35 سنة، وهو معتقل سابق في غوانتانامو سلم للمغرب في 2004، وأفرج عنه القضاء المغربي قبل أن يعاد اعتقاله سنة بعد ذلك في سياق تفكيك خلية تتكون من 17 جهاديا كانوا يخططون لتأسيس جماعة جهادية في المغرب تحت اسم «التوحيد والجهاد» وبعد قضاء مدة حكمه (ست سنوات سجنا)، أفرج عن بنشقرون ليصبح من أبرز نشطاء اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين في المغرب، وهي هيئة حقوقية تدافع عن معتقلي السلفية الجهادية، قبل أن يتجه إلى سوريا في 2011، ويلتحق بزميله السابق في غوانتانامو محمد السليماني العلمي، الذي شكل مجموعة جهادية خاصة في ريف اللاذقية تحت اسم «فرقة الاقتحاميين المغاربة» وقتل الاخير في غشت . تولى بنشقرون إمارة المجموعة التي أعلن عنها تحت اسم «شام الإسلام»، والتي تتشكل أساسا من المغاربة إلى جانب مقاتلين من جنسيات أخرى. وفقدت حركة شام الإسلام ضربة قائدها العسكري أحمد مازن، الملقب ب»أبو صفية المصري»، وهو أمريكي من أصل مصري، والمغربي أنس الحلوي، الناطق الرسمي باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين في المغرب، الذي التحق بالحركة بداية العام الحالي، ورفيقه عبد الجليل القدميري، إضافة إلى المعتقل المغربي السابق في غوانتانامو نجيب لحصيني. ويذكر أن أغلب المغاربة المجندين في الحرب السورية يتم تطويعهم من الخارج وخاصة في أوروبا، وتمكنت السلطات الامنية في المغرب من توقيف عشرات الشبكات الارهابية المختصة في التجنيد ويتابع العشرات ومنهم معتلقون سابقون أمام القضاء بنفس التهمة.