في ثاني خروج إعلامي له ، بعد شريطه الصوتي، أعلن ابراهيم بنشقرون، الذي يطلق على نفسه لقب « أمير حركة شام الإسلام» التي تضم حوالي 700 «جهادي» مغربي التحقوا للقتال في سوريا، أول أمس عن وثيقة سماها «ميثاق الحركة» . و تعتبر الحركة في ميثاقها أن «مبادئ الديمقراطية تعد كفرا بالله تعالى ، ومعتقدا مناقضا لشريعة رب العالمين».. وتعتبر «الدعوة إليها وممارستها عملا من أعمال الكفر يأثم صاحبه إثما قد يصل به.. إلى الخروج من دائرة الإسلام ، وذلك بحسب اعتقاده بها ونوع ممارسته لها ونصيبه من الإعذار بالجهل والتأول. « وكان إبراهيم بنشقرون قد رحل أواسط التسعينيات إلى موريتانيا، حيث تعلم على يد سلفيين موريتانيين، ومن هناك انتقل إلى السعودية ليتشبع بالفكر الوهابي، وقاده مساره عبر تركيا وإيران إلى أفغانستان في سنة 2000 وعمره لا يتجاوز 22 سنة. بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان هرب بنشقرون إلى باكستان حيث بقي مختبئا إلى إن اعتقلته الشرطة الباكستانية في نهاية سنة 2001. وبعد قضاء عامين في معتقل غوانتانامو أطلق الجيش الأمريكي سراحه نظرا لضعف الأدلة، وتم ترحيله للمغرب في 2004. مباشرة بعد وصوله للمغرب ساهم إبراهيم بنشقرون في تأسيس منظمة التوحيد والجهاد، مستلهما تجربة الزرقاوي في سوريا. إلا أن أجهزة مكافحة الإرهاب سرعان ما اكتشفت مشروعه وتم اعتقاله مع أعضاء خليته، وضمنهم جهادي بلجيكي من أصل مغربي وأفغان مغاربة آخرون في 2005، وحكم عليه بالحبس ستة أعوام. وبعد انتهاء عقوبته التحق بنشقرون بالجهاد في سوريا، ليعلن من هناك تأسيس تنظيمه الجديد شام الإسلام، والموجه لاستقطاب وتجنيد جهاديين مغاربة والزج بهم في جبهات القاعدة. وينضاف بنشقرون إلى سلسلة من الجهاديين المغاربة الذي خرجوا من السجون المغربية على خلفية قضايا تتعلق بالإرهاب و التحقوا مباشرة للقتال في سوريا، وضمنهم محمد العلمي السليماني الذي قتل في 4 غشت الماضي بريف اللاذقية والذي كان يعتبر من رموز السلفية الجهادية بفاس، وكان بدوره من قدماء غوانتانامو وسلم للمغرب في 2006 وأفرج عنه من السجون المغربية في 2011 بعفو ملكي، ليطير مباشرة إلى سوريا، حيث لقي حتفه.