أصدرت حركة «شام الإسلام» التي أنشأها أخيرا جهاديون مغاربة في سوريا بقيادة المعتقل المغربي السابق في غوانتانامو إبراهيم بن شقرون، «ميثاقا» يحدد معتقداتها ومواقفها وتوجهاتها التي تضمنت عدة رسائل مشفرة. وربط الباحث المغربي عبد الله الرامي، الخبير في الحركات الإسلامية، تأسيس الحركة بالخلافات بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وبين «جبهة النصرة»، دون أن يستبعد أن تكون هذه الحركة الجديدة محاولة مقنعة لإنشاء نواة قيادية للسلفية الجهادية في المغرب التي تعاني من التشتت والافتقاد للتنظيم والقيادة. وكان بن شقرون قد التحق بتنظيم القاعدة في أفغانستان، واعتقل في نهاية عام 2001، وسجن في غوانتانامو، وفي 2004 أطلق سراحه ورحل للمغرب لعدم ثبوت التهم الموجهة إليه. غير أن الأمن المغربي أعاد اعتقاله في سنة 2005 على أثر محاولته تأسيس تنظيم جهادي باسم حركة التوحيد والجهاد، مع عناصر سلفية جهادية مغربية أخرى من داخل البلاد وخارجها. وحكم عليه بالسجن مدة ستة أعوام، وما إن أفرج عنه حتى التحق بسوريا. ويرى الرامي أن الحركة الجديدة، التي أعلن بن شقرون عن تأسيسها عبر تسجيل صوتي، «ربما تكون امتدادا لذلك المشروع الذي أجهضه الأمن المغربي في 2005. فهم أعلنوا عن ميثاق وتنظيم مستقل. ورغم الاسم المرتبط بالمجال الجغرافي للشام، فإن هذا التنظيم مكون من مغاربة». ويضيف الرامي أن الحركة الجديدة تحاول أن تستمد شرعيتها من وجودها الميداني في سوريا ومن قربها من تنظيم القاعدة من أجل إنشاء نواة قيادية وتنظيمية للسلفية الجهادية في المغرب. ويشير ميثاق الحركة إلى أن من بين أهدافها «فك العزلة التي ضربت بين طليعة الأمة ومختلف شرائح سوادها والنفاذ إليهم والالتحام معهم نصحا وتربية وبذلا بالحكمة والموعظة الحسنة». غير أن الحركة تشير في ميثاقها إلى أن الجهاد الذي تدعو إليه ليس موجها ضد الغزاة فقط، بل يشمل دائرة أوسع أطلقت عليها دائرة الردة. ويقول الميثاق إن «كل من ظاهر المرتدين وقاتل المسلمين والمجاهدين، وأعان على ذلك من جنودهم وشرطتهم ورجال أمنهم وأعوانهم الذين يدافعون عنهم ويأتمرون بأمرهم، داخل في طائفة الردة العامة الواجب قتالها بصرف النظر عن جاهلهم ومتأولهم ومكرههم، ونعتبر الخلاف في كفر أعيانهم - ما دام لا يؤثر في وجوب قتالهم - حيث إن دائرة القتال أوسع من دائرة الردة، مع مراعاة أولويات المرحلة». وأشارت الحركة إلى أنها تعتبر «كافة مبادئ المذاهب الفكرية، من شيوعية واشتراكية وقومية وعلمانية وليبرالية، وغير ذلك من أوجه الانتماء الفكري والعقدي لغير ملة الإسلام وهويته، دعوات كفر وضلالة». وتناول الميثاق طرق تدبير الخلاف بين مختلف الجماعات الجهادية. وأشار إلى أن «قضية الوحدة بين الجماعات لا بد أن تكون على أسس شرعية وتحديد آلية عمل لترجمة هذه الأسس إلى واقع عملي». كما أشارت الحركة في ميثاقها إلى مسألة البيعة، التي توجد في جوهر الخلاف بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة»، وقالت إن «البيعة هي بيعة جهاد لترتيب أمور الهجرة والعدة والرباط والقتال ولا نشترط على من يدخل معنا أن يبايعنا، ولكن من دخل في أي جماعة ملزم بطاعة أميرها ما دام داخلا فيها».