الحاج عياش ابراهيم، مقاوم ومناضل اتحادي، التحق بالعاصمة الاقتصادية من أجل لقمة العيش قادما من منطقة مسقط رأسه، رافق العديد من رجال المقاومة بمدينة الدارالبيضاء، واشتغل في الخلايا السرية بابن مسيك سيدي عثمان. وأصبح وجه من الوجوه المناهضة للاستعمار، عاش سنوات الكفاح الوطني، ثم سنوات الرصاص. بمناسبة الذكرى الأربعينية للفقيد العزيز، التي نظمت من طرف المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بتنسيق مع عائلتي العياشي والغزالي والمنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية، يوم الجمعة 25 أبريل 2014 بدار الشباب سيدي عثمان، كانت لي هذه الشذرات من محطات مساره، حينما كان يجمعنا مقر واحد للعمل بزنقة الجندي روش، بإدارتين، الأولى لمطبعة «دار النشر المغربية»، والثانية لجريدة «المحرر». كنت أنذاك قد تعرفت على ابا عياش العامل النشيط بالمطبعة، الرجل الوطني المناضل الغيور، الذي ألفناه معطاء، مخلصا في عمله ولمبادئه التي آمن بها. كان متفانيا في عمله، إنسانا طيب الخلق، وحريصا على القيم وعلى جمع شمل المناضلين الاتحاديين، واستمر في مواقفه إلى أن تقاعد عن العمل، بدون أن يتخلى عن عمله النضالي، إلى أن تدهورت حالته الصحية وألزمه المرض الفراش. با عياش كان من الرعيل الأول الذي التحق بالجامعات المتحدة لحزب الاستقلال، وبالحركة الاتحادية عند تأسيسها، ومن المناضلين النشطين في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وفي الاتحاد الاشتراكي فيما بعد. عاش السنوات الحرجة من تاريخ المغرب المظلم، تحمل مسؤوليات حزبية ونقابية، من عضو خلية في القطاع، عضو خلية سكنية، عضو بالمقاطعة الحزبية، ثم عضو بمكتب فرع، بمنطقة ابن امسيك سيدي عثمان. كما تحمل مسؤولية عضو بجماعة سيدي عثمان لسنوات في خدمة ساكنة المنطقة. يتذكره زملاؤه في الستينات في عهد الجنرال الدموي أوفقير، حينما كانت جريدة حزب القوات الشعبية تتعرض للمنع، كان ابا عياش من بين العمال المناضلين المخلصين للحزب، الذين كانوا يسربون بعض الأعداد المحجوزة من جريدة «المحرر» إلى خارج المطبعة، حيث كان يضعها داخل ملابسه، ويتحدى مصالح الرقابة، ويقوم بتوزيعها على المناضلين بمنطقة سيدي عثمان، وكان أيضا من بين العمال الذين كانوا يقومون بلصق الأعداد المحجوزة إلى جانب الأكشاك ليلا في الشوارع الرئيسية بالدارالبيضاء رغم قرار المنع، ورغم أن البوليس كان يرابط باستمرار أمام باب المطبعة لا يسمح بخروجها. لكونها تنشر مواضيع لا يرتاح لها النظام أنذاك وتقلق راحته. كان متواجدا في كل المحطات النضالية في التعبئة والتظاهرات النضالية وتوزيعالمنشورات، دائم الحضور من بينه حضوره في نونبر 1974 في حفل غداء بمناسبة استئناف جريدة «المحرر» بعد توقفها لعدة شهور، حيث نوه الشهيد عمر بنجلون في ذلك الحفل بالجهود القصوى المبذولة من طرف العاملين بالمطبعة. ويوم دشن عمر بنجلون مقر الحزب بسيدي عثمان، الموجود بشارع 10 مارس بمبروكة سنة 1975 قبل اغتياله بأسابيع قليلة، في ذلك اليوم الأسود 18 دجنبر 1975. كان حاضرا أيضا بين القواعد الحزبية، منخرطا في العمل الديموقراطي. وشارك بقوة في التعبئة للانتخابات البلدية والبرلمانية، وكان يعبئ الشباب والمواطنين للتصويت على حزب المهدي وعمر وعبد الرحيم. عاشر ابا عياش قياديين اتحاديين، وكانت له علاقة طيبة مع جميع سكان المنطقة، واحتك بمناضلين كانوا يؤطرون التنظيم من بينهم ابراهيم البعمراني، وعمر بنجلون، ومصطفى القرشاوي، وديعة الطاهر، الوديع الأسفي وآخرون... لقد عاشرت المرحوم ابا عياش لسنوات في السبعينات والثمانينات حين كنت كاتبا لمقاطعة حزبية بالمنطقة ومسؤول مكتب الفرع، الذي كان يضم ثلاث مقاطعات: ابن مسيك، سيدي عثمان، وإفريقيا. فكنت أجد في الفقيد عياش ابراهيم، المناضل الاتحادي المثالي، البسيط في حياته، الانسان الطيب البشوش. وبمناسبة هذه الذكرى نقدم تعازينا الحارة لجميع أفراد أسرة الفقيد سائلين المولى جلت قدرته أن يتغمده برحمته وغفرانه، ويسكنه الله فسيح جنانه. كما لا تفوتني المناسبة أن نترحم على أرواح المناضلين الذين فقدناهم في هذه المنطقة نذكر من بينهم: أحمد القصري، أوكادا، الواورتي، بنبيه، كدروز، بجاجا، بابا، ، انتظام، ساجد العربي، عمر بولاي، عبد الله المعتمد، تبات علال، الدفيف، عبد السلام المرجاني... إنا لله وإنا إليه راجعون