من الهامش جاء. من هامش الهامش. هذه روايته الثالثة ومع ذلك لم يسمع به أحد قبل الآن. لكن حينما أُعلن عن اسمه وعنوان روايته ضمن اللائحة الطويلة لجائزة البوكر العالمية للرواية العربية هذه السنة إلى جانب يوسف فاضل واسماعيل غزالي: تساءل الجميع من هو؟ واليوم، هو في اللائحة القصيرة للبوكر ينافس بقوة على الجائزة. وروايته مرشحة للمزيد من الإشعاع. إنه العبدي صاحب رواية العبدي. ابن آسفي عبد الرحيم لحبيبي صاحب (تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية). فلماذا ظل هذا الكاتب في الهامش إلى أن سلطت «البوكر» الضوء على اسمه وروايته؟ ماذا لو لم تنتبه إليه هذه الجائزة؟ هل كان عبد الرحيم لحبيبي سيبقى خامل الذكر وكأنه ليس لدينا في هذا البلد نقاد يميّزون الأدب الجيد وينبّهون القراء إليه؟ ثم هل يمكن القول إن الجوائز الأدبية حين تتوخّى النزاهة وتحتكم لقيمة النص وليس لسطوة الاسم أو شهرة الكاتب وتتجاوز منطق المجاملة والمحاباة قد تصبح فعلا آلية لإنصاف الإبداع الجيّد؟ أيضا، ماذا لو اكتشفنا أن لدينا اليوم العديد من (عبد الرحيم لحبيبي) في هذا البلد، يظلمهم الناشرون حين لا ينشرون أعمالهم، ويقسُون عليهم أكثر حين ينشرون لهم ولا يُوزّعون كتبهم، وتقسو عليهم جوائزنا الوطنية حين تذهب إلى الأسماء الكبيرة لتكرِّمها على حساب نصوصهم الجميلة، فيما يتمُّ تجاهلهم فقط لأنهم مغمورون أو شباب؟ ألا يحتاج هذا الوضع المعطوب إلى تأمل وإعادة نظر لكي ننصف الإبداع الجاد في بلادنا وندافع عن المواهب الأصيلة؟ هذه الأسئلة يطرحها ياسين عدنان مساء يومه الأربعاء على الساعة العاشرة والنصف ليلا على شاشة الأولى في حلقة جديدة من برنامجه الثقافي الأسبوعي «مشارف» على عبد الرحيم لحبيبي المرشح المغربي للبوكر هذه السنة أياما قليلة قبل الإعلان عن الفائز بهذه الجائزة المرموقة خلال حفل كبير ستحتضنه أبو ظبي في التاسع والعشرين من هذا الشهر.