احتضن فضاء أحد الفنادق بفاس يوم الخميس 18 أبريل الجاري، يوما تكوينيا تحت شعار " صحافة التحقيق ومحاربة الرشوة" من تنظيم ترانسبرانسي المغرب ، من تأطير مرية مكريم . حضر اللقاء الذي يندرج في مشروع التعبئة المواطنة ضد الرشوة المدعوم من طرف جهات أوروبية ، عدد من مراسلي الصحف الوطنية والجهوية بالجهة ، إضافة إلى ثلة من المنتسبين إلى حقل الإعلام. واستعرضت المؤطرة من خلال عرض بتقنية البوربانت تقنيات التحقيق الصحفي، وذكرت مبادئه وآلياته ، وأسهبت في تنويع الأمثلة مركزة على أهمية الوثيقة والتصريح المسؤول والمعاينة في إنجاز التحقيق الصحفي،واستعرضت تنويعات المصادر وتصنيفها ، وشددت على أن لا تعاطف في مجال الصحافة الاستقصائية حين تحارب الفساد ، إذ حين يتموقف الصحفي تضيع الحقيقة ، مشددة على أهمية المنهجية في تحديد زاوية المعالجة ، أثناء إنجاز التحقيق الصحفي . من جهة أخرى شكل التقصي وزاوية المعالجة وتنويع المصادر إضافة إلى محور الحق في المعلومة والسبل القانونية الكفيلة بتوفير مناخ ديمقراطي محورا مركزيا خلال المناقشات ، حيث أكدت المؤطرة في هذا الصدد «أن التحقيق الصحفي النزيه يتغذى وينتعش في أجواء الديمقراطية ، ولا يمكننا أن نكون محايدين تماما، تضيف ، ولكن لا بد أن نتحلى بالأمانة الفكرية فحيثما ندرك عواطفنا نحذرها » «الحياد الكامل حلم ، لكن الأمانة واجب» توضح « أكتب الخبر بوضوح يتيح للقارئ أو المستمع فهمه من أول مرة ، نحن نكتب للعالم أجمع». ولفتت إلى عدم استخدام كلمات أو عبارات مغرقة في المحلية لا يفهمها إلا أهل بلد ما ». وخلص العرض إلى أن « التحقيق الصحفي » أبو الأجناس و الجنس الصحافي الأكثر نضجا، والذي به ترقى الصحافة إلى مقام السلطة الرابعة» ، ولأن جنس التحقيق ليس حكرا على الصحفي، فقد أوضح العرض أن التحقيق ليس مقتصرا على الصحافيين فقط ، فهناك تقاطع مع ضباط الشرطة القضائية ، قضاة التحقيق ، علماء الاجتماع ، الأطباء الشرعيون ، المؤرخون الذين يقومون بدورهم بالتحقيقات، لذلك ثمة تقاسم موضوعي من حيث مصداقية المعالجة » وفي علاقة بالاستقصاء والتحري أوضحت المؤطرة أن منطلق التحقيق الصحفي الناجح قد يكون ، خبرا صغيرا في ركن معزول من صحيفة ما، وإذا ميّز الصحفي موضوعه بدقة، فإن ذلك يسهّل تحديد زاوية المعالجة، التي غالبا ما تكون حتمية (تفرضها المشاكل المطروحة) ولا بديل عنها في التحقيق. مؤكدة على ضرورة الملاحظة المقابلة و القدرة على قراءة البيانات.... ولأن الصحافي المحقق يريد أن يفهم، أن يعرف، أن يرى ما وراء الواجهة الزجاجية التي تلمع، عليه أن يتجاوز اللمعان الذي أمام عينيه، وينظر لعمق الأشياء من أجل الحصول على المعلومات العميقة، لذلك نبه العرض إلى أنه لا يجب أن يترك أي شيء مبهم ليكون في المتناول، وأن يعرف الصحفي المحقق كيف يستخلص المعطيات الأساسية من الكم المتوفر لديه أثناء التحليل والتركيب ، معتبرا ذلك من المهارات لدى الصحفي الذي يجب أن يتقن الفهرسة ، وترابط المعطيات من حيث الإحصائيات ، والحصول على الأفكار القوية ، والعمل على تجميعها بشكل شمولي، وتبويبها، وان الصحفي البارع هو الذي يتوفر على الجانب الأكاديمي» وحذر العرض أثناء تحرير العمل من الجمل الطويلة، فهي تشوش وتجعل العمل بطيئاً. وشكلت أسئلة وسجالات الحاضرين وملاحظاتهم مرحلة ثرية أغنت سياق التعاطي مع الموضوع ، كما كشفت من جهة ثانية فقر البعض والحاجة إلى النهل من معين «أبو الأجناس» وتملك أدواته وآلياته ...