قال العربي المساري، وزير الاتصال السابق، إن أهم مميزات جنس التحقيق الرجوع إلى مصادر متعددة، وهي قاعدة ذهبية لاكتساب المصداقية، ثم التأني والصبر في جمع المعلومات. جانب من الحضور خلال الملتقى المغاربي (خاص) وأضاف المساري، خلال الملتقى المغاربي الأول لصحافة التحقيق، الذي نظمته الجمعية المغربية لصحافة التحقيق، ومركز ابن رشد للدراسات والتواصل، يومي السبت والأحد الماضيين، بالرباط، أن "60 في المائة من الصحافيين يحصلون على آراء مصادر معينة من داخل مكاتب الجريدة، ثم ينشر الموضوع، وهذا يعد استطلاعا وليس تحقيقا". واستعرض المساري تجارب صحافيين رواد في مجال التحقيقات والاستقصاء، الذين حققوا حول سجن أبو غريب وقضايا الإرهاب. من جهتها، قدمت رنا الصباغ، المديرة التنفيذية لبرنامج "أريج إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية"، عرضا حول صحافة التحقيق في المشرق العربي، يتضمن تجارب من صحافة التحقيق في الدول التابعة للشبكة في المشرق العربي، خاصة في الأردن وسوريا ومصر. وركزت الصباغ على أهمية التحقيقات العابرة للحدود في تطوير قدرات ومهارات الصحافيين الاستقصائيين، وطالبت بضرورة بحث الصحافي عن المعلومة من جهات متعددة، خلال عملية إنجاز التحقيق. أما محمد الساسي، نائب الأمين العام لحزب الاشتراكي الموحد، فأكد خلال عرضه "حول الصحافة المغربية بين الرأي والتحقيق"، أن المغرب عرف تمايزا منذ الاستقلال إلى اليوم، بين مرحلتين: صحافة الحزب ومرحلة حزب الصحافة، إذ أوضح أن "المرحلة الأخيرة شهدت ثلاث طفرات تعتبر علامات مميزة، أولها الطفرة الجمعوية بظهور مئات الجمعيات، ثم الطفرة الصحافية، التي تميزت بظهور عشرات الجرائد، وبعدها الطفرة الحزبية التي تميزت بظهور عشرات الأحزاب". وتحدث الساسي عن مرحلة التسعينات، التي عرفت ظهور جرائد مستقلة من قبيل لوجورنال، ومغرب اليوم، والمستقل، والصحيفة، وغيرها، مشيرا إلى أنه بظهور هذا النوع من الصحافة تراجعت الصحافة الحزبية. من جهة أخرى، وضع كمال الحيزاوي، خبير دولي ورئيس المركز الإفريقي لتدريب الصحافيين والاتصاليين في تونس، من خلال عرضه "صحافة التحقيق في تونس"، مقارنة بين تونس ما قبل الثورة، وبعد ثورة "الياسمين". وأكد الحيزاوي أن أخطر وظيفة للإعلام جرى اكتشافها، هي وضع الأجندة حتى تصبح بعض القضايا رأيا عاما على حساب قضايا الرأي العام الحقيقية" وقدمت فتيحة زماموش، صحافية جزائرية من خلال عرضها حول "صحافة التحقيق في الجزائر" نماذج ناجحة حظيت بتكريم القراء، ونالت جوائز محلية ودولية، وكان لها أثر كبير بعد نشرها، وصل بعضها إلى حد الصدمة في المجتمع الجزائري، إذ ركزت أن أهم المواضيع التي تلقى نجاحا هي التحقيقات الاجتماعية، التي تتحدث عن هموم المواطنين ومشاكلهم. "الولوج إلى المعلومة في المغرب: القانون والتطبيق"، كان موضوع مداخلة عبد العزيز النويضي، رئيس جمعية عدالة، الذي كشف من خلاله تجارب الحقوقيين والصحافيين في المغرب من أجل الحق في الولوج إلى المعلومة، كما تحدث عن مشكل الوصول إلى المعلومات في الإدارات المغربية. وأكد النويضي ضرورة تعزيز دور القضاء، واستكمال الجهود للإدارة الإلكترونية، ومحاربة الرشوة. أما المعطي منجب، رئيس مركز ابن رشد، فأوضح أن تنظيم ملتقى مغاربي حول صحافة التحقيق، يعد المبادرة المغاربية الأولى بعد سلسلة من الملتقيات الوطنية والورشات التكوينية، ومجموعة من الأنشطة، التي تضع نصب أعينها مسألة جنس التحقيق الصحفي كموضوع للاشتغال، خاصة أن الصحافة المغاربية بشكل عام، تعاني خللا ذاتيا وموضوعيا يؤثر بشكل مباشر في مردودي، وأداء التحقيقات الصحفية، كأحد سواري وأعمدة السلطة الرابعة. وختمت الزميلة مرية مكريم، صحافية، عرضها حول "واقع صحافة التحقيق بالمغرب "تجربة شخصية"، بالحديث عن تجربتها الشخصية حول مجموعة من التحقيقات التي نالت جوائز مهمة، كما تحدثت عن الصعوبات، التي اعترضتها خلال فترة إنجاز التحقيقات، وما بعد مرحلة النشر.